خلال عام 2022 أعلنت حركة حماس عن عودة علاقاتها مع نظام الأسد بعد قطيعة منذ عام 2011 عقب اندلاع الثورة السوريّة ومغادرة الحركة سوريا. مقابل ذلك لا يمكن قراءة قرار العودة في العلاقات مع النظام بمعزل عن تصريحات رئيس “هيـ ـئة تحـ ـرير الشام” أحمد الشرع الملقّب بـــ “أبو محمد الجولاني”، الذي تحدّث في عام 2021 خلال هبة سيف القدس التي شارك فيها الكُل الفلسطيني في الضفّة الغربيّة والقدس والفلسطينيّون في المناطق المحـ ـتلّة عام 1948 وغزة، فكان تصريح الشرع خلال لقائه مع وجهاء وشيوخ العشائر العربية في إدلب بمناسبة عيد الفطر يُركّز على الفلسطينيّين أنفسهم وثورتهم ضد التصعيد الإسرائيلي ولم يذكر التنظيمات الإسلاميّة التي تقـ ـاتل في قطاع غزّة وتحديدًا حركة حمـ ـاس، وهو الأمر الذي عكس نظرة وعلاقة المعارضين في سوريا مع التنظيمات الإسلاميّة العربيّة التي تمثّلت بتراجع علاقتها معها وحماسة خطابها تجاهها.
خلال حـ ـرب طوفان الأقصى أصدر الناطق الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام في كلمة مسجلّة له دعوة لليمن للمشاركة في مواجهة “إسرائيل” وقصـ ـفها دعمًا لغزّة وشعبها، ولكن لم يصدر عن أبو عبـ ـيدة تصريحًا يطالب الجولاني بمواجهة “إسرائيل” أو دعوة لقصفها رغم الموقف السابق للحركة من المعارضة السوريّة الداعم لها، وقطيعة الحركة مع النظام في وقت سابق دليل على ذلك.
فتصريحات الجولاني الأخيرة عقب السيطرة على تُركات نظام الأسد بالتزامن مع توغّل إسرائيلي للعمق السوري لا تتعدّى سوى كونها تماهي مع العـ ـدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية وتمهيدًا لمرحلة تطبيع طويلة الأمد مع “إسرائيل” في عهد حكم الجولاني وفق ترتيب دولي-غربي يُراعي مصالح شُرطي المنطقة الغربي “إسرائيل”. فكيف سوف تتعامل حمـ ـاس مع الجولاني وتصريحاته؟