العلاقات اللبنانيّة-السوريّة بعد سقوط نظام الأسد

تحرير 9 معتقلين لبنانيّين من السجون السوريّة يعكس تحوّلًا ذا دلالات عميقة في العلاقات اللبنانيّة-السوريّة في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد.
هذه الخطوة، التي تثير مزيجًا من الأمل والحذر، تعيد إلى الواجهة ملفّ المخفيّين قسرًا، وهو من أكثر القضايا حساسيّة وتعقيدًا في التاريخ الحديث بين البلدين. لكن هل هذا التحرُّك مؤشّر على تغيير جذري في النهج الرسمي اللبناني تجاه هذه القضيّة، أم أنّه مجرّد خطوة لاحتواء الغضب الشعبي من دون معالجة جوهريّة للمأساة المستمرّة؟
التواصل اللبناني مع النظام السوري الجديد بقيادة “محمّد البشير” قد يفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائيّة، ولكنّه يضع الطرفين أمام استحقاق أخلاقي وسياسي كبير. فهل سيجرؤ الطرف اللبناني على المطالبة بمحاسبة جدّيّة للمسؤولين عن هذه الانتهاكات، أم ستبقى هذه الخطوة محصورة في نطاقها الرمزي؟ الملفّات الشائكة الأخرى، وعلى رأسها ملفّ المخفيّين، قد تمثّل اختبارًا حقيقيًّا لإرادة لبنان في فرض سيادته ومواجهة الضغوط الإقليميّة والدوليّة التي طالما أعاقت تحقيق العدالة.
الإجابة على هذه الأسئلة من الدولة اللبنانيّة ستحدّد ملامح المرحلة المقبلة، ليس فقط في العلاقات اللبنانيّة-السوريّة، ولكن أيضًا في قدرة لبنان على إثبات جدّيته في مواجهة ماضيه المؤلم وإعادة بناء مستقبله على أسس العدالة والسيادة.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top