ماذا يريد الأردوغانيّون؟

“محاولة شرح ما يجري في سوريا من خلال التدخّلات الخارجيّة سيكون خطأ.. وإنّ من يتحدثّون عن التدخّل الخارجي لا يفهمون ما يجري في سوريا أو لا يريدون أن يفهموا”.

القائل: وزير خارجيّة تركيا حقان فيدان الذي تولّى لسنوات طويلة رئاسة المخابرات، وساهم في تنسيق ودعم وتمويل وتوجيه الجماعات المسلّحة وجلب التكفيريّين من أصقاع الأرض، إلى سوريا.

فيدان، مثله مثل رئيسه اردوغان الذي يقول أيضًا بوقاحة غريبة إنّ “أكبر تمنّياتنا هو الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وإنهاء حالة عدم الاستقرار”، يتجاهلان مثلًا، ما يعرفه كلّ سوري وعربي، وهو أنّ الجولاني وعصـ ـابته (النصرة)، ترعرعوا بكنف المخابرات التركيّة، ثمّ رست بينهما صيغة تعايش عمومًا في المناطق المتجاورة حدوديًّا.

يتجاهل اردوغان وفيدان، حقيقة أنّ ما يسمّى “الجيش الوطني السوري”، المموّل والمدعوم مباشرة من أنقرة، انخرط مباشرة في المعارك الدائرة حاليًّا، فيما كان إرهـ ـابيّو الجولان وتكفيريّو آسيا الوسطى، يستهلّون غزوتهم لحلب.

ماذا يريد الأردوغانيون؟

– استباق مجيء ترامب لتحسين “أوراقه السوريّة” من خلال خلط المشهد السوري
– التحسّب لاحتمال اتخاذ ترامب قرارًا بسحب القوّات الأميركيّة من الشرق السوري
– يريد أردوغان اعترافًا “ترامبيًّا” و”إيرانيًّا” وسوريًّا” و”روسيًّا”، بأحقيّة موقفه من الأكراد السوريّين للتعامل معهم كإرهـ ـابيّين ومحاصرة “قسد”
– الضغط على دمشق التي رفض رئيسها ملاقاته سياسيًّا طالما لم يعلن إنهاء احتـ ـلاله ودعمه للإرهـ ـابيّين الحقيقيين، وفرض الرؤية الأردوغانيّة لكيفيّة التطبيع معها
– الإخلال بميزان القوى الذي بدا مستقرًّا لصالح الدولة السوريّة
– إضعاف النفوذَين الروسي والإيراني
– خلق بؤر سوريّة مشتعلة، بما يؤجّل التركيز على قضية الاحتـ ـلال التركي
– احتـ ـلال حلب، القلب الاقتصادي لسوريا، يُبقي سوريا هشّة اقتصاديًّا واجتماعيًّا وأمنيًّا
– خراب حلب، يفكّك فكرة المدينة ” الكوزموبوليتانيّة” الجامعة لكلّ شرائح ومكونّات الهويّة السوريّة، استكمالًا لما فعلته خلال السنوات العشر الماضية الفصائل الإرهـ ـابيّة التي ارتكبت “التطهير” الطائفي والعرقي والمذهبي في كلّ قرية ومدينة غزتها
– الترويج التركي لفكرة أنّ احتـ ـلال حلب وريفها، يسهّل عودة أكبر للاجئين السوريّين من تركيا
– احتـ ـلال حلب، يضع مزيدًا من الأخطار على حماه والساحل السوري، ويعزّز الحالة الانفصاليّة الشاذّة القائمة في إدلب

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top