استطاع “الحزب” في لبنان خرق جدار صمت منطقة الضفّة الغربيّة. فعقب التصعيد المستمرّ في لبنان وتحديدًا بعد تفجير البيجيرز، صعّد “الحزب” من إيلام العدوّ واستهدافه، فتاريخ 23 و28 أيلول كانا يومَين حرجَين على المنظومة الأمنيّة الصهيونيّة، إذ تمّ استهداف المستوطنات في عمق الضفّة الغربيّة، ووصلت صواريخ الحزب لمواقع الجيش قرب منطقة سلفيت ومناطق محيط شمال غرب الضفّة، ويوم 28 أيلول الماضي رُصد إطلاق 100 صـاروخ على عدّة مواقع في شمال فلسطين المـتلّة ووسط الضفّة، ووقع صاروخ منها بمنطقة الوسط في الضفة.
بتاريخ 26-11-2024 أعيد تفعيل صفّارات الإنذار في التجمّعات الاستيطانيّة في مختلف مناطق الضفّة الغربيّة ووصلت الصـ ـواريخ هذه المرة إلى المستوطنات المحيطة بمدنية طولكرم.
إنّ معادلة وصول “الحزب” لمنطقة الضفّة الغربيّة ليست مجرّد تصعيد ضمن حـ ـرب جبهة الشمال المفتوحة فقط، بل إنّ حساباتها لدى العدوّ أكثر كلفة وضررًا؛ وذلك لأنّ المستوطنات في جبهة الشمال استطاع العدوّ إخلاءها وحصر منطقة القتال في نطاق شمال فلسطين التاريخيّة، إلّا أنّ الوصول لمواقع العدوّ في الضفّة الغربيّة فهو يندرج ضمن سيناريو أمني إسرائيلي يتمثّل بقدرة المقـ ـاومة المسلّحة الفلسطينيّة تحديدًا في الشمال على استغلال الاستهداف وتكرار سيناريو السابع من تشرين الأوّل في قطاع غزّة، بالإضافة إلى كون وصول “الحزب” هو رسالة واضحة بأنّ أي موقع للعـ ـدوّ هو موقع مُباح وتوجد القدرة على الوصول إليه