“التكفيريّون” وساعة صفرهم

فصل “غزوة حلب” عمّا يجري إقليميًّا، يبدو ضلالًا.

التوقيت، والظروف والأهداف المرجوّة منها، تطرح الكثير من الشكوك والتساؤلات.

لطالما كان هدف قطع التواصل الجغرافي من إيران عبر العراق وسوريا نحو لبنان (بما يشمل ثغور المقاومة في فلسطين)، من الأهداف الأميركيّة –والإسرائيليّة- المعلنة منذ 20 سنة. القطع المأمول، لمن لم يتأكّد حتّى الآن، كما أظهرت حسابات حـ ـربَي غزّة ولبنان وأهدافهما، يتوخّى تأمين المزيد من المحيط الجغرافي الآمن للكيان الاسرائيلي.

لا لبس في ذلك.

بينما كانت الحرب تضع أوزارها في لبنان، كان الطيران الحـ ـربي الإسرائيلي يستكمل تدمير المعابر الحدوديّة بين لبنان وسوريا، وكان رئيس العصابة نتنياهو يحذّر موجّهًا كلامه للرئيس السوري الأسد، من اللعب بالنار، ثم يقول بالأمس “نتابع ما يحدث بسوريا وسنحمي مصالحنا الحيويّة ونحافظ على إنجازات الحـ ـرب”. أمّا “ثوّار الغفلة” فيتباهى بعضهم علانيّة على وسائل التواصل وبمشاهد مصوّرة عن رغبتهم بالتكامل مع أهداف الكيان الصهـ ـيوني.

“سوريا-2″، محاولة التزام بمتابعة أهداف الحرب الإسرائيليّة على المنطقة. قالها الإسرائيليّون بكل وضوح، لمن لا يودّ أن يسمع، حول إغلاق خطوط الإمداد السوريّة إلى لبنان.

“جهاديّو التكفير”، أداة طيّعة، ساعة صفرها، تلازمت مع وقف إطلاق النار في لبنان. محاولة تقديم أوراق اعتماد علنيّة بالعمالة للقوى الإقليميّة والحلف الصهيوني، قبل أن تعصف بهم التحوّلات الإقليميّة.

إنزال المزيد من الضعف في جسد الدولة السوريّة، يخدم قطع التواصل الجغرافي. وما لم يؤخذ في سنوات الدمّ خلال عقد من الزمن و”غزوة حلب-1″، يراد أخذه من غزوتَي “حلب 2” وحماة وغيرها، على أمل استكمالها في حمص وريفها، ثمّ عرقلة روابط الحدود الجغرافيّة السوريّة-اللبنانيّة، (مثلما تفعل قواعد الاحتـ ـلال في التنف والشرق السوري) والتي هي بكل بساطة، بمثابة شرايين دم وطنيّة تربط بين شعبين.

ولهذا، ولأسباب كثيرة أخرى، إنزال الهزيمة بـ”الهجمة التكفيريّة”، ليس ترفًا.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top