“المزايدون” كثر، وصوتهم بدأ يعلو مجدّدًا الآن: لماذا قبلتم بوقف إطلاق النار وتركتم غزّة وحيدة.
“المزايدون” لهم سمة المراوغة. بعض المزايدين، كانوا ضد “جبهة الإسناد” في أساسها.
“المزايدون” الآن، “يتحسّرون” على أنّ “الحزب” تخلّى عن حمـ ـاس والمقـ ـاومة الفلسطينيّة وأهل غزّة، وخالف “وصيّة” السـ ـيّـ ـد نـ ـصـ ـر الله.
“المزايدون” يتّسمون أحيانًا بقصر الذاكرة والنظر. ولهذا، من المهمّ التذكير بثلاث نقاط أساسيّة:
أوّلًا، “السـ ـيّد” نـ ـصـ ـر الله نفسه قبل ارتقائه، منح الضوء الأخضر للحكومة لدراسة وقف إطلاق النار (ومعلوم أنّ الكيان الإسرائيلي استغلّ لحظة التراخي المرتبطة بالمفاوضات حول المقترحات الأميركيّة-الفرنسيّة لوقف إطلاق النار، لينفّذ جريـ ـمة الاغتـ ـيال)
ثانيًا، “خليفته”، الشيخ نعيم، أيضًا سبق له أن أعلن أنّ المعركة تحوّلت من حـ ـرب “إسناد” إلى حـ ـرب الدفاع عن لبنان.
ثالثًا، والذي لا يقلّ أهميّة، موقف فصائل المقـ ـاومة الفلسطينيّة نفسها المعنيّة بالردّ على هذه “المزايدات”:
قيادي في حركة حمـ ـاس قال لـ”المرفأ” إنّ الحركة ليست منزعجة من “اتفاق لبنان”، بل إنّها تبارك له وللمقـ ـاومة هذه التضحيات والصمود والنصر المتحقّق، ونحن ننسّق مع “الحزب” ونحن مع أمن واستقرار لبنان. و”اتفاق لبنان” سيفرض ضغوطًا على نتنياهو من الشارع الإسرائيلي لإعادة التفاوض مع حمـ ـاس.
حمـ ـاس قالت أيضًا: قبول العـ ـدوّ بالاتفاق مع لبنان دون تحقيق شروطه التي وضعها، هو محطّة مهمّة في تحطيم أوهام نتنياهو بتغيير خريطة الشرق الأوسط بالقوّة، وأوهامه بهزيمة قوى المقـ ـاومة أو نزع سلاحها.. وإنّنا لمطمئنّون إلى استمرار محور المقـ ـاومة في دعم شعبنا، وإسناد معركته بشتّى الوسائل الممكنة.
الأمين العام لحركة “الجهـ ـاد الإسلامي” زياد نخالة متوجّهًا إلى “حـ ـز ب الله”: لكم المجد.. قاتـ ـلتم وصمدتم وناصرتم إخوانكم في فلسطين وقدّمتم الدماء الغالية والطاهرة في حين لم يستطع غيركم تقديم شربة ماء للعطشى والجوعى من شعب فلسطين. إن شاء الله، سنبقى وإيّاكم صفًّا واحدًا ومقـ ـاومة واحدة حتّى النصر.
“ألوية النـ ـاصر صـ ـلاح الدين” قالت: نتوجّه بالتحيّة والفخر للشعب اللبناني الشقيق، نثمّن وقفته ومساندته وتضامنه مع الشعب الفلسطيني. “الحزب” قدّم تضحيات كبيرة وعظيمة سيذكرها التاريخ بمداد من نور.
.. وكفى لبنان ومقـ ـاومته شرّ “المزايدين” ورهاناتهم.