عقب الإعلان عن تبلور اتفاق تسوية في جبهة الشمال، انفـ ـجر الإعلام الإسرائيلي بشكل مكثّف بين خطّين: الأوّل تناول تحليل أفق وأبعاد التسوية، والآخر معارض ضدّ الذهاب نحو التسوية.
الفريق الأوّل رأى أنّ أفق الاتفاق يحمل انتصارًا يتمثّل بعدّة نقاط أساسيّة، هي:
1. نجاح “إسرائيل” بفكّ الارتباط بين جبهة الشمال وجبهة الجنوب المتمثّلة بقطاع غزّة
2. التوقّف عند حدود ما استطاع الجيش إنجازه من اغتـ ـيالات للقادة وتدمير 80% من قدرات الحزب
3. لم تصل “إسرائيل” لمرحلة اللا-عودة في جبهة الشمال بسبب عدم وجود أسرى رهائن لدى الحزب
4. القدرة على تفكيك رؤية السـ ـنوار المتمثّلة بوحدة جبهات القـ ـتال وتعدّدها وذلك عبر النجاح باغتـ ـياله
ولذلك فإنّ الذهاب نحو التسوية هو أمر واقعي في ظل المعطيات الميدانيّة، بينما ذهب المعارضون والذين لم يصمتوا عن امتعاضهم عن القرار نحو التسوية لرفضها جملةً وتفصيلًا، وتحديدًا رؤساء مجالس مستوطنات الشمال والمستوطيون من الشمال المتواجدين في الفنادق والمشتّتين عقب إخلائهم نتيجة استـ ـهداف المستوطنات من قبل الحزب، ويمكن تلخيص رفض المعارضين للتسوية بمجموعة من النقاط المتمثّلة بالتالي:
1. قرار التسوية هو قرار استسلام وذهاب حكومة يمينيّة متطرّفة اتّخذت قرارًا بالمواجهة للتسوية هو هزيمة “لإسرائيل”
2. قرار التسوية هو قرار لا يراعي أمن وأمان مستوطني الشمال ولا يراهم ضمن حسابات التسوية
3. العودة للشمال ضمن قرار التسوية هي تسليم المستوطنين للحزب وهو ما يعني “مجـ ـزرة جديدة” كما السابع من أكتوبر
4. الموافقة على قرار التسوية هو انتصار للحزب وعودة لمقـ ـاتليه لقواعدهم مع سكّان القرى اللبنانية الذين سيعودون لبيوتهم
5. التسوية تعني تحويل المستوطنين لأسرى مستقبلًا لدى الحزب
وأبزر من حمل لواء المعارضة هم رؤساء مجالس المستوطنات الشماليّة: كريات شمونة، الجولان السوري المحتلّ، المطلّة… فهؤلاء رؤوا أنّ الحكمة تتمثّل بقيام رئيس الحكومة بعدم الكذب على المستوطنين وأنّه ادّعى أنّه دمّر 80% من قدرات الحزب فلماذا لا تُستكمل الحـ ـرب وتدمّر الــ 20% المتبقيّة. وانضمّ للمعارضة شخصيّات سياسيّة مثل ليبرمان وغانتس اللذين صرحّا أنّ الاتفاق هو استسلام ومن حقّ سكان المستوطنات معرفة حقيقة ما يحدث. وفي مقابل ذلك حشد المستوطنون ودعوا لمظاهرات حاشدة اليوم الثلاثاء ضدّ قرار الذهاب نحو التسوية.