في الحمرا…3000 دولار شهريًّا لمياه الخدمة

تضيعك في شوارع الحمرا بين زحمة السير العاديّة وزحمة “خزانات المياه” أو “السيترنات” التي تُقيم الحواجز عند كلّ مدخل أو مفرق.
فتكثر الحواجز “الودّية”، مساءً، والتي يقيمها بعض الأولاد أو صاحب “السيترن” نفسه بوضع الحجارة أو الوقوف شخصيًّا، وقبل أن تطلّ بسيّارتك أو درّاجتك الناريّة، يخبرونك أنّ الشارع مقفل، وعليك أن تعبر من مسلك آخر لتقضي ما تبقى من نهارك عالقًا في زحمة السير التي تخنق كلّ شوارع الحمرا.
يتراوح سعر الخزّان الواحد بحسب عدد البراميل، من 700 ألف ليرة وصولًا إلى 100 دولار أميركي.
ووفق صاحب أحد “السيترنات” يبيع مياه الخدمة للحمرا، والذي تواصل معه “المرفأ”، فقد زاد الطلب بأضعاف عمّا كان عليه قبل حركة النزوح التي طالت المنطقة، أي منذ شهرين، فكلّ “سيترن” كان يقوم بثلاث نقلات يوميًّا والآن أصبح يبيع ما لا يقلّ عن 6، وكلّ نقلة هي عبارة عن 20 برميل كحد أدنى وقد تصل إلى 150 برميل لأصحاب المصالح والفنادق الذين يطلبونها مرّة أو مرّتين باليوم بسبب انقطاع مياه خدمة بيروت الأساسيّة.
وبعمليّة حسابيّة صغيرة، ينفق هؤلاء ما لا يقلّ عن 3000 دولار شهريًّا على المياه، في حين يدفعون اشتراكات سنويّة للدولة مقابل خدمة لا يحصلون عليها.
وبحسب المصدر، فكلّ تاجر يبيع لشارع محدّد في الحمرا منعًا للتصادم بين أصحاب المصالح، “هيك الكلّ بياكل عنب بلا ما يقتلوا الناطور”.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top