رصد “المرفأ” اليوم أنّ جميع وسائل الإعلام الأساسيّة، كالصحف والتلفزيونات والإذاعات، لم تأتِ على ذكر شهـ ـيد الاستقلال الوحيد، فمن هو؟
هو من وصفه كمال جنبلاط في مجلس النوّاب عام 1969 قائلًا: “لمَ التبجّح؟ اسمه سعيد فخر الدين، وهو سوري قومي اجتماعي”. هذا الرجل الذي ضحّى بحياته، جسّد رمزًا للبطولة الوطنيّة في مواجهة الانتداب الفرنسي. ففي 16 تشرين الثاني 1943، تصدّى ببسالة لمحاولة اقتحام القوّات الفرنسيّة مقرّ الحكومة الشرعيّة في بشامون، حيث قذف مصفّحة فرنسيّة بقنـ ـبلة يدويّة قبل أن يُستـ ـهدف بوابل من الرصاص، ليسقط شهـ ـيدًا مضرّجًا بدمائه، ويخلّد في تاريخ لبنان كشهـ ـيد الاستقلال الوحيد.
وُلد فخر الدين عام 1903 في بلدة عين عنوب، حيث نشأ كفلّاح بسيط يعتمد على أرضه، وعمل في نقل الخضار إلى بيروت بواسطة عربة “طنبر”. خلفه إرث عائلي متمثّل بزوجته السيّدة نبيهة الشعّار وأبنائه الثلاثة: أمين، رشيد، ووجيه. انضمّ إلى المقـ ـاومة اللبنانيّة وكرّس حياته للدفاع عن استقلال لبنان، متجاوزًا الانتماءات الحزبيّة ليصبح رمزًا وطنيًّا.
خُلّدت ذكراه بنصب تذكاري في بلدته عين عنوب، حيث يجتمع الأهالي سنويًّا في يوم الاستقلال لإحياء تضحياته. هذا الاحتفاء يؤكّد أنّ بطولات سعيد فخر الدين ليست مجرّد ذكرى تاريخيّة، بل هي دعوة دائمة لتقدير من بذلوا حياتهم ليبقى الوطن حرًّا مستقلًّا.