موقف العميد فادي كفوري “البطولي” في مطار بيروت منذ يومين، تجاه الوفد المرافق للمستشار الإيراني علي لاريجاني، يبدو كاستعراض سيادي يجسّد حرص لبنان على تطبيق “القوانين” على الجميع. على الرغم من عدم تطبيق هذا القانون على أيّ وفد عربي أو غربي أو أميركي.
هذا التفاوت في المعاملة يثير الكثير من التساؤلات حول معايير السيادة اللبنانيّة. ففي الوقت الذي يُفترض أن تكون فيه سلطة مطار بيروت بيد لبنان، تؤكّد هذه الحادثة أنّ السلطة الحقيقيّة تكمن في توجيهات الولايات المتّحدة والتي تُنفَّذ بحزم على من تُعتبر سياساتهم غير مرّحب بها.
وإذا كانت “الإجراءات الأمنيّة” هي الدافع الفعلي وراء هذه الأفعال، فإثبات هذه “البطولة” سيقتضي من العميد كفوري تطبيق نفس الحزم عندما يصل المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت. أمّا إذا كانت الصرامة محصورة في وجه من تتطلّب السياسة معاملة خاصّة لهم، فقد تكون المعايير السياديّة بحاجة لإعادة تقييم.