كتلة المضحّين

يضمّ المجلس النيابيّ اللبنانيّ نحو 15 كتلة نيابيّة، تمثّل معظم الشرائح اللبنانيّة. ببحث بسيط خلف عائلات وأبناء أعضاء هذه الكتل النيابيّة، يصعب على أيّ باحث إيجاد موظّف يعمل في مؤسّسة، بل جلّهم من أصحاب المؤسّسات، هذا إن كانوا قد بقوا في لبنان بعد الأزمة الاقتصاديّة التي ضربت البلاد عام 2019.
منذ السابع من تشرين 2023 وحتّى اليوم، تبيّن، أنّه على الأقلّ 3 من أبناء نوّاب كتلة الوفاء للمقاومة، باتوا إمّا من الشهداء أو من الجرحى المعلنين. ابن رئيس الكتلة محمّد رعد استشهد في الميدان وعلى الجبهة في مواجهة العدوّ. ابن النائب علي عمّار استشهد بالاستهداف الأمني لشبكة البايجر. أحاديث عن إصابة نجل النائب حسن فضل الله غير مؤكّدة من جهة رسميّة حتّى الساعة.
هذا ونشرت أكثر من وسيلة إعلام خبر إصابة أحد النوّاب دون أيّ تأكيد من العلاقات الإعلاميّة في الحزب.
أمام هذا المشهد، يتّضح، أنّ نوّاب حزب الله لا يعيشون في إطار ولا سياق حياة منفصل عن بيئتهم، فأبناؤهم إمّا مقاتلون على الجبهات أو عاملون في الأطر الخدماتيّة أو التربويّة أو العلميّة.
وعليه، وبعيدًا عن تأييد سياسة الحزب، والمشاركة بالحرب، أو عدم تأييدها، لا يمكن اعتبار أنّ كتلة الوفاء للمقاومة شبيهة بأيّ كتلة نيابيّة لجهة التماهي مع المشروع والشعارات التي ترفعها، ولذلك، وبعدما تحوّلت الكتلة من كتلة نيابيّة فقط إلى كتلة تضمّ آباء الشهداء، بات يمكن إطلاق عليها اسم “كتلة المضحّين”.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top