حلمي التوني.. القضيّة أم!

يختصر حلمي التوني في مسيرته قضايا مصر وفلسطين ولبنان، ومع وخسارته بعد 90 عامًا من العطاء الإبداعي والفكري، نستذكره فنّانًا حمل موهبته كأداة للمقاومة والدفاع عن القضايا الوطنيّة والإنسانيّة.
لعلّ طرد حلمي التوني من بلده مصر عام 1973 كان مدعاة للفخر، عندما أصدر الرئيس أنور السادات قرارًا بطرد أكثر من مئة صحافي لمطالبتهم بإنهاء حالة اللاحرب واللاسلم مع “إسرائيل”.

حينها حطّ التوني في بيروت وعاش لأكثر من 10 أعوام فيها، وقدّم إرثًا ثقيلًا للبنان، من لوحات وتصاميم إبداعيّة، وكان هو نفسه الذي صمّم لوغو جريدة “السفير” مع شعارها “صوت الذين لا صوت لهم” وهو الشعار الذي حملته لحين توقّفها عن الصدور.

واستحوذت المرأة على جزء كبير من أعماله، فلا تخلو أعماله من وجودها والمزج بينها وبين الطبيعة، معبّرًا كذلك عن قوّة المرأة من خلال لوحات استوحاها من النساء الفرعونيّات دلالة على قوتّها على مدار التاريخ.

‏كان حلمي التوني يقول إنّ القضيّة الأمّ هي فلسطين، فنسج لوحات فنيّة عدّة، جسّدت المرأة الفلسطينيّة المناضلة، واهتمّ بأدب الطفل الفلسطينيّ عبر منشورات دار الفتى العربي، ومساهمات تطوعيّة بتصميم أغلفة الكتب والملصقات، ومع بدء الحرب على غزّة في السابع من تشرين الأوّل الماضي، استعاد حلمي التوني إحدى أشهر لوحاته على منصّته في فيسبوك بعنوان ” فلسطين الأمّ” وكتب إلى جانب اللوحة، حكايتها: “هذه اللوحة عن سيّدة فلسطينيّة تنتظر… رسمتها في بيروت صيف 1982. وبعد أيّام من رسمها، اجتاحت إسرائيل لبنان واحتلّت بيروت لتكون أوّل عاصمة عربيّة في العصر الحديث تسقط تحت الاحتلال… وتضيع اللوحة، ومن يومها والسيّدة الفلسطينيّة تنتظر حتّى يأتي أولادها وأحفادها، بعد إحدى وأربعين سنة، ليردّوا لها شرفها وكرامتها”.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top