حرب الضفة بدأت علنًا

أعلن جيش الاحتلال أوّل من أمس بدء عمليّة عسكريّة واسعة النطاق في الضفّة الغربيّة، وتمّ استخدام عدد أكبر من وحدات الجيش مع إدخال وحدات المظليّين في هذه العملية. بدأ الأمر باجتياح مناطق مختلفة في شمال الضفّة الغربيّة من شمالها حتّى جنوبها مع تحليق مستمرّ للطيران الحربيّ وطائرات الأباتشي، بينما كانت مناطق شمال الضفّة وتحديدًا مخيّماتها هي الهدف الأّول!
في هذا الإطار، تمّ اجتياح مخيّم جنين من قبل وحدات خاصّة بالتزامن مع القصف الجوّيّ والاجتياح لمدينة قلقيلية ومخيّم الفارعة في طوباس؛ ومنذ بدء العملية ارتقى 7 شهداء؛ 5 منهم في جنين، و2 في طوباس، حتّى الآن.
أكثر ما هو لافت في هذه “الجولة”، هو أنّ الاجتياح لم يقابل بالصمت الفلسطينيّ، إذ خاضت المقاومة الفلسطينيّة اشتباكات ومواجهات ضدّ قوّات العدوّ المقتحمة للمخيّمات، وأطلقت المقاومة على العمليّة العسكريّة الصهيونيّة اسم “رعب المخيّمات” ضمن حالة الاشتباك والمواجهة المتصدّية لجنود العدوّ مقتحمي المدن والقرى والمخيّمات الفلسطينيّة، فتركّزت الاجتياحات على المخيّمات في مراكز المدن وقراها التي برزت فيها الكتائب الفلسطينيّة المقاومة التابعة للفصائل الفلسطينيّة.

لا يمكن قراءة العمليّة العسكرية الحالية باعتبارها حدث بدأ توقيته بإعلان الجيش رسميًّا بدء هذه العملية، بل هي جزء من المشهد السياسيّ الخاصّ بالضفّة الغربيّة الذي استمرّ مع بداية حرب الطوفان بسبب مراكمة وتصاعد حالة المقاومة الفلسطينيّة العسكريّة التي استأنفت تشكيلها في شمال الضفّة وانطلقت من مخيّم جنين وتوسّعت لباقي المناطق في الضفّة الغربيّة، وعليه بدأ العدو مواجهة هذه المقاومة بالاستهداف عبر الاغتيالات المباشرة للمقاومين مستهدفًا القاعدة الحيويّة للضفّة الغربيّة، أعقبها مع بدء الطوفان حالات اعتقال وصلت إلى ما يزيد عن 11 ألف حالة، مع استمرار التوسّع الاستيطاني وحالات التهجير القسري للفلسطينيّين، وتزامن مع ذلك عمليّة تسليح المستوطنين من قبل وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير، وإغلاق الضفّة الغربية بالحواجز العسكريّة بما يزيد عن 700 حاجز.

فبناءً على ذلك يأتي موقع هذه العمليّة العسكرية باعتبارها صيرورة مستمرّة لما يشابهها من عملياّت عسكريّة محدّدة تمّ تنفيذها في مراحل سابقة خلال فترة العشرة شهور السابقة، إلّا أنّ هذه العمليّة بدأت من خلال محاكاة لحالة الاجتياحات التي حدثت خلال الانتفاضة الفلسطينيّة الثانية عام 2000، أي “عملية السور الواقي” حسب تسميتها اسرائيليًّا، غير أنّ هذه المقارنة لا تكفي لوصف المشهد السياسيّ بالضفّة، فما يحدث يتجاوز ما سبقه بمراحل.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top