من الغاز الروسيّ إلى الغاز الأذربيجانيّ: الولايات المتّحدة تتحدّى هيمنة موسكو على الطاقة في أرمينيا!

تحارب الولايات المتّحدة الأمريكيّة روسيا عبر سعيها لتقليل اعتماد أرمينيا على الغاز الروسيّ، الذي يشكّل نحو 87% من احتياجاتها، من خلال تشجيعها على شراء الغاز من أذربيجان، في مسعى لتخفيف النفوذ الروسيّ في المنطقة.
أرمينيا تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي لتلبية احتياجاتها من الطاقة، ويتمّ توريد الغاز الروسيّ عبر شبكة أنابيب تمتدّ من جورجيا إلى أرمينيا، وهي مملوكة جزئيًّا من قبل شركة “غازبروم” الروسيّة.
توفّر روسيا الغاز بأسعار تفضيليّة، ممّا يجعل التكلفة معقولة نسبيًّا بالنسبة لأرمينيا. ولكن، هذا الاعتماد يمنح روسيا نفوذًا كبيرًا على السياسة الأرمينيّة، وهذا ما أعلنته سامانثا باور، مديرة الوكالة الأمريكيّة للتنمية الدوليّة (USAID) بعد زيارتها مؤخّرًا إلى أرمينيا، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الأرمينيّة الروسيّة توتّرات متزايدة.
تعتبر أذربيجان بدورها موردًا بديلًا أساسيًّا للغاز، حيث تمتلك احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعيّ ويمكنها توفير إمدادات مستقرّة لجيرانها، وعلى ما يبدو فإنّ المبادرة الأمريكيّة تحثّ أرمينيا على التوجّه نحو أذربيجان للحصول على الغاز، ومن المتوقّع أن تؤدّي هذه المبادرات إلى تقوية العلاقات الاقتصاديّة بين أرمينيا وأذربيجان، رغم التوتّرات السياسيّة المستمرّة بين البلدين بسبب النزاع حول منطقة ناغورنو كاراباخ.
وقد تشمل الجهود الأمريكيّة تقديم دعم ماليّ وتقنيّ لأرمينيا لتطوير البنية التحتيّة اللازمة لاستيراد الغاز من أذربيجان. هذا يتضمّن بناء خطوط أنابيب جديدة أو تحديث الخطوط القائمة لتسهيل تدفّق الغاز.
وبذلك يمكن لأرمينيا تقليل النفوذ الروسيّ عليها، ويساهم في تقليل التوتّرات بين أرمينيا وأذربيجان، فضلًا عن تنويع مصادر الطاقة ممّا يعزّز من أمن الطاقة في أرمينيا، ويحميها من التأثيرات السلبيّة لأيّ اضطرابات في إمدادات الغاز من روسيا.
تزامنًا مع هذه الأحداث انطلقت هذا الأسبوع في أرمينيا مناورة نوبل بارتنر 2024، وهي مناورة مشتركة مع الجيش الأمريكيّ.
ويأتي ذلك على خلفيّة تجميد يريفان مشاركتها في منظمّة معاهدة الأمن الجماعيّ وتصريحات باشينيان حول استعداده لشراكة استراتيجيّة مع الولايات المتّحدة.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top