النفوذ المعقّد لروسيا في القارّة السمراء

محاولات روسيا الانتقال من دور القوّة الإقليميّة إلى الظهور كقوّة عالميّة تجلَّت بشكل واضح في التوجّه الروسيّ نحو القارّة السمراء، الذي بلغ ذروته في القمّة الإفريقيّة الروسيّة الأولى في سوتشي، أكتوبر/تشرين الأول 2019.
يحرّك هذه التوجّه عدّة دوافع متداخلة بعضها اقتصاديّ مرتبط بحاجة روسيا إلى المواد الأوّليّة والأسواق الناشئة لتصريف بضائعها، وبعضها سياسيّ متعلّق بمحاولة روسيا كسر الحصار الذي حاول الغرب فرضه بعد حرب أوكرانيا، ومنها ما هو متعلّق بتوسيع النفوذ الجيوسياسيّ ضمن رؤية روسيا لنفسها كقوة كبرى ضمن عالم متعدّد الأقطاب.
في الجانب العسكريّ تمكّنت روسيا خلال العقدَين الأخيريَن من:
 تصدّر الموقع الأوّل كمصدِّر للأسلحة إلى إفريقيا حيث مثّلت نحو 49% من إجماليّ صادراتها إلى أفريقيا.
 وقَّعت منذ عام 2015 إحدى وعشرين اتفاقيّة عسكريّة مع دول أفريقيّة، من بينها: أنغولا، وبوتسوانا، وبوركينا فاسو، وتشاد، وإثيوبيا، وغينيا، ومدغشقر، ونيجيريا، والنيجر، وسيراليون، وتنزانيا، وزيمبابوي.
 أنشأت قواعد عسكريّة في مصر وإفريقيا الوسطى وإريتريا ومدغشقر وموزمبيق والسودان.
 شهدت الأعوام الأخيرة حضورًا متناميًا لمجموعات عسكريّة روسيّة غير رسميّة في إفريقيا، تأتي على رأسها مجموعة “فاغنر”، التي أسّسها ضابط الاستخبارات العسكريّة السابق، ديمتري أوتكين، عام 2014.

لكن ما هي التحدّيات التي تواجه روسيا في القارّة السمراء؟
 مواجهة السوق التنافسيّ للأسلحة القادمة من الصين والكيان الاسرائيليّ.
 تملك واشنطن 34 قاعدة عسكريّة في إفريقيا بوظائف وأحجام متنوّعة.
 تملك فرنسا 16 قاعدة ومنشأة عسكريّة بالإضافة إلى قوّاتها المشاركة في عمليّة بركان في منطقة الساحل.
 ليس لدى موسكو استراتيجيّة إفريقيّة شاملة، بل تعتمد بشكل أساسيّ على الفرص الناشئة في بلدان معيّنة في القضاء على التمرّدات في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
 فشل المتعاقدين الروس في العديد من التجارب الإفريقيّة يشكِّك في قدرتهم على إحداث تغييرات استراتيجيّة في القارّة لمصلحة موسكو.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top

daily news right into your inbox