ماذا خلف شرارات الشمال السوريّ؟

بضع شرارات كانت كافية لإشعال حريق في الشمال السوريّ.
“حادثة تحرّش” بطفلة في ولاية قيصري التركيّة، إيقاظ مشاعر الكراهيّة والعنصريّة التركيّة ضد النازحين، لكن الأهمّ على ما يبدو، كلام الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان عن حتميّة اللقاء مع الرئيس السوريّ بشّار الأسد ومعالجة الماضي.

ومن دون الاستهانة بمفاعيل حادثة التحرّش، ولا بمشاعر العنصريّة التي تعلو وتخبو في تركيّا بحسب الأحداث الداخليّة، فإنّ الكلام المتزايد حول احتمالات المصالحة بين أنقرة ودمشق، قرع أجراس الخطر في الشمال السوريّ وفي محافظة إدلب.

“المصالحة” المفترضة والتي يُعتقد أنّها بدأت بالفعل على مستوى اتّصالات أمنيّة، برعاية روسيّة مباشرة في حميميم، وبوساطة أيضًا من العراق وتأييد صينيّ، ربّما تعني بالنسبة لكثيرين في الشمال السوريّ، أنّ هناك رؤوسًا ستتدحرج. الفيديوهات الآتية من الشمال، خلال المواجهات مع القوّات التركيّة، سُمعت خلالها هتافات تستنكر بالقول: “تريدون بيعنا إلى الأسد!”.

كلّ ما سعت تركيّا إلى بنائه في الشمال السوريّ خلال الأعوام الـ13 الماضية، يترنّح بقوّة الآن. أيّ لقاء محتمل بين أردوغان والأسد، يقتضي معالجة ملفّات أمنيّة شائكة ومعقّدة: مصير الفصائل السوريّة الممولّة من أنقرة تحت مسمّى “الجيش الوطنيّ السوريّ”، وهي مجاميع غالبيتها من المسلّحين السابقين في تنظيمات إرهابيّة، وهناك أيضًا مصير “الملفّ الكرديّ” و”قوّات سوريا الديمقراطيّة” (قسد)، وهناك أيضًا مصير الإرهابيّ الأبرز محمّد الجولاني المتسيّد على إدلب.
تركيّا قطعت الانترنت عن مدينتَي اعزاز الباب والراعي. التظاهرات ضدّ الوجود التركيّ انفجرت في عفرين (ريف حلب)، وفي اعزاز والراعي والباب، ورأس العين (الحسكة). سقط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح. أنقرة أغلقت من جهتها المعابر التي تربط أراضيها بالشمال السوريّ في باب السلامة والراعي وجرابلس وباب الهوى. هوجم مقرّ لـ”الوالي التركي” وجرى إنزال إعلام تركيّا من عدّة نقاط.

الاعتداءات على النازحين في تركيّا تتوسّع في قيصري وعينتاب وكلس. أردوغان استنكر الاعتداءات على النازحين السوريّين. وزير داخليّته قال أنّ الطفلة التي تعرّضت للتحرّش، ليست تركيّة، وإنّما سوريّة من أقارب المعتدي.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top

daily news right into your inbox