هل سمعتم بـ”إبادة” التعليم؟ غزّة: الأميّة من الأدنى في العالم

حجم الدمار الذي ألحقته إسرائيل بمدارس غزّة وجامعاتها، لم يكن “أضرارا جانبيّة”. خبراء الأمم المتّحدة يعتقدون أنّ ذلك كان “جهدًا متعمّدًا لتدمير النظام التعليميّ الفلسطينيّ بشكل شامل”.

“إبادة المدارس”، هو المصطلح المستخدم من جانب الخبراء للإشارة إلى الأفعال المتعمّدة لتدمير المرافق التعليميّة واعتقال واحتجاز وقتل المعلّمين والطلّاب والموظّفين.

وبرغم أنّ العديد من الأمّهات حاولن متابعة تدريس أطفالهنّ أثناء مراحل ومحطّات النزوح المتعدّدة منذ بداية العدوان على غزّة، إلّا أنّ الواقع هو أنّ عامًا دراسيًّا كاملًا خسره تلاميذ غزّة وطلّابها. ومن المعتقد أنّ السنة الدراسيّة التالية، لن تكون أيضًا بمتناول الأيدي لمئات الآلاف من الطلّاب، لأنّه حتّى لو توقّفت الحرب الآن، فلا مرافق دراسيّة صالحة في القطاع بأكمله، وترميمها يتطلّب شهورًا وأموالًا كثيرة، وقد تذهب النسبة الأكبر من الأموال لصالح قطاعات أكثر إلحاحًا مثل الغذاء والصحّة.

وبكلّ الأحوال، فقد كان في قطاع غزّة 796 مدرسة قبل الحرب، منها 442 مدرسة حكوميّة، و70 مدرسة خاصّة، و284 مدرسة تديرها وكالة “الأونروا”، إضافة إلى 12 جامعة ومؤسّسة للتعليم العالي.

هل كنت تعلم أنّ معدّلات الأميّة في غزّة كانت من أدنى المعدّلات في العالم، حيث انخفضت النسبة من 13.7% في العام 1997 إلى 1.8% في عام 2022، وكان نحو 700 ألف طفل وشابّ مسجّلين في المدارس والجامعات من أصل 2.2 مليون نسمة في القطاع.

والآن، ألحق الاحتلال الضرر والخراب بجميع الجامعات، وبأكثر من 80% من المدراس أو دمّرها بالكامل. بين الشهداء والضحايا، هناك الآلاف من التلاميذ ومئات الأستاذة، بينهم ما لا يقلّ عن 100 بروفسور جامعي.

تحت وطأة القصف والموت، كافح العديد من الطلّاب في غزّة من أجل تنزيل المحاضرات عبر الانترنت المتداعي بشكل شبه كامل، بالتنسيق مع جامعاتهم في الضفّة الغربيّة، وتواصلوا مع أساتذتهم عبر “الواتساب”.

امتحانات الثانويّة العامّة هذا العام تحلّ في نهاية حزيران/يونيو الحالي، ولن يتمكّن نحو 40 ألف طالب من غزّة من الخضوع للامتحانات، وذلك للمرّة الأولى من عقود.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top