إسرائيل مسعورة: استهداف القطاع الطبي في غزّة والضفّة الغربيّة

بعد أوّل أسبوع من الحرب على قطاع غزّة بدأت إسرائيل حربها على مستشفيات القطاع بالقصف والتدمير والحصار، وكمحصّلة لنتيجة استهداف القطاع الطبّيّ في القطاع تمّ تدمير 36 مستشفىً وقرابة 160 مركزًا للرعاية الصحية. كان أشهرها قصف مستشفى المعمدانيّ ثمّ حصار مستشفى الشفاء واقتحامه خلال العمليّة البريّة وقصفه لاحقًا بشكل كليّ، ما أدّى إلى تدمير أكثر القطاعات حيويّة وعصب الحفاظ على ما تبقّى من الأرواح في القطاع وهو القطاع الطبيّ. وبتاريخ 18 كانون الأول 2023 تبقّى فقط 9 مستشفيات قادرة على تقديم العلاج في كلّ القطاع من أصل 36.

ولم تتوقّف الهجمة الإسرائيلية على القطاع الطبيّ في قطاع غزّة، بل انسحبت على الضفّة الغربيّة وتحديدًا في شمال الضفّة، فاقتحمت قوّات الاحتلال الإسرائيليّ مستشفى ابن سينا في جنين وقامت باغتيال 3 شبان بتاريخ 30 كانون الثاني 2024 هم: محمد أيمن الغزاوي وشقيقُه باسل، ومحمد وليد جلامنة. بينما حاصرت قوّات الاحتلال خلال عدّة اقتحامات لها في مدينة طولكرم مستشفى “ثابت ثابت” الحكوميّ.

يدّعي الاحتلال من أجل تبرير حملاته على القطاع الطبيّ في الضفّة وقطاع غزّة أنّ فصائل المقاومة تستخدم المستشفيات كأماكن عسكريّة للتخفّي بداخلها أو للعمل المقاوم وعليه يحاول الاحتلال شرعنة الاقتحامات، رغم نفي فصائل المقاومة استخدام أي من مقاتليها مساحات المستشفيّات لأيّ غرض، وذلك لأنّها مساحات عملّ إنساني والعمل من خلالها ينافي الأخلاق الإنسانيّة. إلّا أنّ العقليّة الإسرائيليّة التي تسعى لتدمير كل ما هو فلسطيني لا تأبه بشيء وتقوم بتدمير القطاع الطبيّ كجزء من العقليّة الصهيونيّة القائمة على إعاقة إمكانيّة وجود حياة للفلسطيني حتى المدنيّ الآمن الذي يتلقّى العلاج بداخل المستشفيات.

فعند البحث في ما وراء استهداف مستشفيات قطاع غزّة، فهو يعدّ جزءًا من التدمير الكليّ للبنية التحتيّة للقطاع والحيلولة دون وجود مساحات تعالج آثار الحرب ولخلق أزمة عند الغزاويّين حتّى في أبسط حقوقهم في الحياة وهي تلقّي العلاج، وخلق إعاقات دائمة يصعب علاجها والتعامل معها، فوصل الحقد الإسرائيلي إلى استهداف غرف الأطفال الرضّع والخدّج داخل المستشفيات وهو ما يدلّ على فاشيّة ونازيّة العقلية الإسرائيليّة. أمّا في الضفّة الغربيّة فكان الهدف استهداف أماكن علاج المصابين والمقاتلين الذين يواجهون الاقتحامات المتكرّرة لمدنهم ومخيّماتهم ورسالة للمستشفيات بعدم قبول دخول المصابين لها من قبل الجيش الإسرائيلي للعلاج وبالتالي تركهم ينزفون حتّى الموت.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top