“تهدئة” تترنّح في مناخ حرب

في لحظة إقليمية حسّاسة، ومع تصاعد المخاوف من تمدّد نيران الحرب على غزّة، باتجاه لبنان، أقدمت واشنطن على مبادرة توتير لافتة للنظر، حيث قرّرت الآن إدراج فصيل عراقي، يسمّى “حركة أنصار الله الأوفياء” على لائحة الإرهاب.

وجاءت الخطوة التي بادرت إليها وزارة الخارجيّة الأميركيّة بحقّ الفصيل العراقيّ وقائده حيدر الغراوي، برغم أنّ هناك “تهدئة عراقيّة” سارية منذ أكثر من 4 شهور من جانب الفصائل العراقيّة فيما يتعلّق باستهداف قوّات الاحتلال الأميركيّ داخل الأراضي العراقيّة والسوريّة.

وتقول الخارجيّة الأميركيّة أنّ الحركة العراقيّة هدّدت علنًا بمواصلة الهجمات ضدّ “المصالح الأميركيّة” و”أرهبت” الشعب العراقيّ.

ومنذ شباط/فبراير الماضي، تلتزم فصائل عراقيّة بهدنة غير رسميّة مع القوّات الأميركيّة، وفق اتفاق مع الحكومة العراقية وبتفاهم أيضًا مع إيران، وذلك في أعقاب مقتل قيادي في حركة النجباء بغارة أميركيّة في بغداد، يوم 3 يناير/كانون الثاني الماضي.

واوقفت الفصائل والتي من بينها “النجباء” وكتائب حزب الله العراقي، هجماتها ضدّ الأميركيّين، لكنّها قرّرت الاستمرار في شنّ هجمات ضدّ إسرائيل في إطار “دعم الشعب الفلسطيني”، بما في ذلك ضرب مدينة حيفا في 16 حزيران/يونيو الحالي بصاروخ “كروز” من طراز “العقرب”، وهجوم آخر في أيار/مايو اعترضته إسرائيل بينما كان آتيًا من “جهة الشرق”.

ويعني ذلك بوضوح أنّ الخطوة الأميركيّة مرتبطة بالدفاع عن إسرائيل لا أكثر، وهدفها إضعاف الفصائل المنضوية في إطار “المقاومة الإسلاميّة في العراق”، علمًا بأنّ “حركة أنصار الله الأوفياء” التي تقول واشنطن إنّها مدعومة من الحرس الثوريّ الإيرانيّ، مكلّفة من بين مهمّات أخرى، بحراسة الحدود العراقية مع سوريا. وكان أوّل ظهور للفصيل في العام 2013 ككيان سياسيّ يسمّى “كيان الصدق والعطاء”، وخلال الحرب ضدّ تنظيم داعش، التحق الفصيل بـ”قوّات الحشد الشعبيّ”.

بعد أقلّ من يومين على تصنيف الحركة، أعلنت “تنسيقيّة المقاومة العراقيّة” مساء الأربعاء، عن عقد اجتماع استثنائيّ للتباحث بشأن وجود القوّات الأميركيّة في العراق وأحداث المنطقة عمومًا. واتّهمت التنسيقيّة “العدوّ” الأميركيّ بالمماطلة بالانسحاب من العراق وإبقاء الاحتلال، برغم الفرصة التي منحت للحكومة العراقيّة لجدولة خروج القوّات الأميركيّة.

هل هذا نذر انهيار التهدئة في أجواء التصعيد الإقليمي من جانب إسرائيل لتوسيع عدوانها؟

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top

daily news right into your inbox