“طلع إبليس بحبّ الله”: عبقرية محمد الدايخ تتجلّى!

إنّ هذا الخبر غير مدفوع وهو ليس إعلانًا ترويجيًّا ولا حتى تشجيعًا للجمهور على الحضور.
يمكن للجمهور ببساطة، وإن أراد معرفة الفرق بين التفاهة والكوميديا، أن يشاهد مسرحيّة “طلع إبليس بحبّ الله”، ليعلم أنّ ما كان يُعرض على المسارح والشاشات، في السنوات الأخيرة على الأقلّ، هو التفاهة.
بعيدًا عن الدخول بتفاصيل المسرحيّة، والحبكة، والحوار، يمكن الجزم أنّ كل من كان معجبًا بمحمد الدايخ، سيتفاجأ بعد مشاهدته للعرض، بعبقريّة الشاب، فكيف بمن لم يكن متابعًا له. عبقريّة تتجسّد بالطرح، بكيفيّة التفكير، بـ”عكس الصح صح” الذي انتهجه الدايخ لإيصال فكرته.
لا تُعتبر المسرحيّة بعيدة عن الواقع، ولكنّ ما تراه فيها لن تشاهده في اليوميّات العاديّة للناس. ليست “كليشيه” وليست من وحي الخيال في آن، حقيقيّة بحقّ. تعتقد أنّ أستاذ رياضيات “مهضوم” هو كاتب المسرحيّة ومخرجها. أستاذ “بحبّبك بالمادة”. ليست بسيطة ولكنّها لذيذة جدًّا.
وبعيدًا عن الفكرة والنصّ، ما كان لينجح محمد الدايخ لولا اشتراكه بالعمل مع حسين قاووق. قد لا يشبه حسين قاووق بتمثيله أحد، بقدراته التعبيريّة وطاقته ولياقته البدنيّة، وحتّى سرعة بديهته. وحتّى شقيق محمد، حسين، أضاف بأدائه الكثير، ونجح بفرض نفسه ممثّلًا من الدرجة الأولى.
لا يخلو العرض من بعض الشتائم، وبعض الكلام السوقي الذي يخدم المشهد، ولكنّ هذه الشتائم لن تستفزّ المحافظين بقدر ما سيعتبرونها طبيعيّة بسياق السيناريو الموجود.
لا تنتهي “طلع إبليس بحب الله” بنهاية العرض، بل تفتح لكلّ المغادرين نقاشات طويلة حول عمق طرحها، وما إذا كان كلّ مشاهد يسأل نفسه عمّا مرّ به “اسماعيل” في المسرحيّة، وطبعًا يتطوّر النقاش نحو أبعاد ما طُرح.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top