طرابلس عاصمة الثقافة العربية… والفقر والحرمان

في طرابلس كل شيء جميل، البحر، الميناء، جزيرة الأرانب وحتى الأحياء. حُلو المدينة اكتسب مذاقاً من حلاوتها فبات الأطيب في كلّ لبنان. هي عاصمة الثقافة، مدينة العلماء، منهل التراث وعبق التاريخ. سطع نجم أبنائها، علماء، مفتين، سياسيين ورؤساء وزراء.
تحتوي المدينة على القدر الأكبر من الآثار المملوكية بعد القاهرة.
قيل أنّ الإنكليز أرادوا منها عاصمة للبنان ولكن الفرنسيين اختاروا بيروت عاصمة له.
منذ أيام أعلنت وزارة الثقافة اللبنانية اعتماد طرابلس عاصمة للثقافة العربية لعام 2024، وإدراج معرض الشهيد رشيد كرامي على لائحة التراث الثقافي لليونيسكو، واعتماد كورال الفيحاء كورالاً وطنياً.
ولكن لا يكفي إعلان طرابلس عاصمة للثقافة ما لم يقرن ذلك بمجموعة من الفعاليات تعكس نموّاً مستداماً على المدينة.
أيكفي إعلانها عاصمة للثقافة دون فتح مسارحها، وإنعاش مرافقها وخاصة ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك؟
من التقدير اعتماد كورال الفيحاء كورالاً وطنياً ولكن “أهل مكة أولى بشعابها” ألا يستحق الطرابلسيون الاستمتاع بفن سميّ باسم مدينتهم؟
لقد نالت المدينة كباقي مناطق الشمال انطلاقاً منها نحو الحدود قسطاً من الإهمال، تعاقب على كرسي رئاسة الحكومة رجال منها وفيها من أدرج على لوائح أغنياء العالم، إلا أنها ما زالت تعاني الفقر والحرمان.
غابت عن السياسات الحكومية، فهي كانت ممنوعة على الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولكن نال منها نواباً ووزراء، ويبدو أنّه لقنها درساً، إلى أن أتى نجله سعد الحريري والتمس حجم التأييد الموجود فيها.
سياسة من الإجحاف المفرط، ميناؤها كان بإمكانه أن يكون منافساً لبيروت واللاذقية ومعرض رشيد كرامي الذي بات موضع اهتمام اليوم كان من الممكن أن يوفّر عشرات فرص العمل للأسر الطرابلسية والشمالية عموماً.
لا يمكن للمواطن إذا جاع أن يأكل “البسكويت” ولا يمكن إعلان طرابلس عاصمة للثقافة وطرقاتها بلا تأهيل وأبنيتها بحاجة لترميم ومرافقها الثقافية مقفلة.
قبل أن تمنح العارية لقب ملكة جمال الكون امنحها ثوباً جميلاً.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top

daily news right into your inbox