لم تخرج بعد الصفقة المتعلّقة بما يسمّى “حرب غزة” إلى العلن رسمياً وبدأت سلسلة الانتقادات والتوترات تظهر على السطح داخل الكيان الإسرائيلي. وبينما يحاول بنيامين نتنياهو التسويق للصفقة بأنها تقع ضمن المكاسب والمسار نحو تحقيق “الانتصار”، وليس نهاية الحرب، تبرز آثار الصفقة السلبية والتي تبنّاها الكيان حتى قبل أن تردّ عليها الفصائل الفلسطينية.
ومن بين الآثار الاستراتيجية للصفقة، التضرّر الإضافي بصورة الردع داخلياً وإقليمياً بعد اضطرار إسرائيل للقبول بتنازلات في حين لم تحقّق هدفها المعلن بالقضاء على حماس، بينما تغيب الخطط البديلة لليوم التالي للصفقة، ما يمثّل مراكمة للفشل.
أمّا على الصعيد العسكري، فهناك خسارة على صعيد الإنجازات التكتيكية، وعدم القدرة على تحقيق مكاسب استراتيجية، بالإضافة الى خسارة “الشرعية” للاستمرار في العمل العسكري بنفس الحرية السابقة، وهو ما قد يمنح حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، الفرصة لترميم نفسها مع عودة التهدئة.
والى جانب احتمال الغرق في حرب استنزاف، فإنّ الروح القتالية لدى جيش الاحتلال، ستتضرر.
ستعزّز “الصفقة” على الصعيد السياسي، من الانشقاقات بين اليمين والصهيونية الدينية والمعارضة، مع تزايد احتمالية حل ائتلاف نتنياهو، خصوصاً في ظل تراجع الدعم الشعبي والدافعية للصمود، والانكسار الذي حدث في الوعي العام الإسرائيلي.
ومن المتوقع أيضاً أن تؤدّي معارضة الجمهور لإدخال المساعدات وتحرير السجناء الأمنيين الفلسطينيين، الى مفاقمة الاحتجاجات داخل الكيان. كما لن يكون من السهل إقناع الـ150 ألف مستوطن نازح، بالنزوح مجددًا بالعودة الى “غلاف غزة”.