لم تُسمِّ أيّ وسيلة إعلام، طوال يوم أمس، قتلى عمليّة شاطئ بونداي في سيدني “أستراليّين”، بل وُصِفوا بـ”اليهود”، وكأنّنا دخلنا زمن “السامفوبيا”: خوف عامّ من الاتهام بمعاداة الساميّة، يدفع الرأي العام العالمي إلى الاستسلام الفوري لمصطلحاتٍ مُعمَّمة سلفًا، تُدار بها الوقائع قبل فهمها.
وإذا كانت تهمة “معاداة الساميّة” باتت جاهزة في وجه كلّ من يعترض على سياسات “إسرائيل” تجاه شعوب الأرض، فلماذا لا تُشرِّع الشعوب والأنظمة المناهضة لإسرائيل قانونًا بعنوان “معاداة البشريّة”، يُجرِّم كل كيانٍ يمارس القتل بشكلٍ منهجيٍّ ومتواصل، ويتجاوز بجرائمه آلاف الضحايا؟ عندها نكون أمام فكرة قابلة لأن يتبنّاها العالم أجمع: وسمُ من يرتكب هذه الجرائم، بنيامين نتنياهو ومن يشبهه، بصفة “معاداة البشريّة”.








