بيت جن تشهر هويّتها وسيفها

بيت جن سوريّة، لكنّها أيضًا فلسطينيّة، وهي أيضًا لبنانيّة. أولادها الذين قتـ ـلتهم إسرائيل، وأسرت منهم، هم فلسطينيّون ولبنانيّون أيضًا.

وإذا كنّا لا نعرف توحيد أرضنا ودمنا، فإنّ جرائم العدوّ يفترض أن توحّدنا، مهما كانت السلطة في دمشق أو رام الله أو بيروت، قاصرة.

فما الفرق بين بيت جن اليوم، وجنين بالأمس، وكفركلا قبلهما؟ لا شيء. شهـ ـداء بيت جن الـ13، وأسراها، هم كشـ ـهداء وأسرى غزة وجنين ونابلس والخيام والعديسة، وليس مهمًّا توصيف أرض كلّ منها، كعربيّة، مشرقيّة، إسلاميّة، مسيحيّة، سنّيّة، شيعيّة، أو درزيّة.

فالأرض لأهلها، ولو تقاعست السلطة عن حمايتها والدفاع عنها. والكمين الذي نفّذته بيت جن لقوّة الغزو الإسرائيليّة، وإيقاع خسائر بين جنودها، كان تعبيرًا عن هويّة الناس وهويّة أرضهم، وهم يرون أنّ العدوّ استولى على أكثر من 500 كلم مربّع خلال الشهور الماضية، بما في ذلك احتلال جبل الشيخ ومساحات واسعة من القنيطرة ودرعا وحوض اليرموك وصولًا إلى ريف دمشق، حيث لا تبعد بيت جن مسافة أكثر من 50 كلم عن العاصمة السوريّة، بينما صار العدوّ في بعض المناطق على بعد 25 كلم من دمشق.

“تتمنّى” السلطة السوريّة المؤقّتة على الكيان الإسرائيلي أن يخرج وأن يلتزم باتفاقية فكّ الاشتباك للعام 1974 (التي ألغاها الاحتلال رسميًّا) وهي تمنّيات مشابهة لتمنّيات السلطة الفلسطينيّة في رام الله في ما يتعلّق بـ”هدنة غزة”، ولتمنّيات الحكومة اللبنانيّة في ما يتعلّق باتفاقيّة “وقف الأعمال العدائيّة” التي صار عمرها سنة.

بيت جن، تغسل بعضًا من العار. هناك ترفع الرؤوس.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top