الحـ ـرب على آخر فلسطيني

من كان يظن أنّ “جـ ـرائم الحـ ـرب” كانت تُرتكب في غزّة فقط خلال العامين الماضيين، عليه أن ينظر أيضًا إلى الضفّة الغربيّة، ومجـ ـزرة عين الحلوة، و و و و و و…

عدوانيّة الاحتـ ـلال قائمة على فكرة الحـ ـرب على آخر فلسطيني.

الضفّة الغربيّة محتـ ـلّة أيضًا بقوّة السلاح والتسلّط، وهي عرضة للتنكيل البعيد نسبيًّا عن اهتمام الإعلام والمجتمع الدولي في ظلّ ما يجري في غزّة التي شهدت أكثر من 400 انتهاك إسرائيليّ لوقف إطلاق النار منذ سريانه في 10 أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، ووقوع أكثر من 300 شهـ ـيد.

في الضفّة الغربيّة، تقول “هيومان رايتس ووتش” إنّه منذ أوائل العام 2025، أجبر الاحتـ ـلال 32 ألف فلسطيني على النزوح من 3 مخيّمات هي جنين وطولكرم ونور شمس، ومُنِعوا من العودة وجرى هدم أكثر من 850 مبنى (الأمم المتّحدة تقول إنّ 1460 منزلًا دُمّر). وبعد نحو 10 شهور على هذا النزوح الإجباري، لم تتمكّن أيّ أسرة من العودة إلى منزلها.

هي تصل إلى مستوى جـ ـرائم الحـ ـرب والجـ ـرائم ضدّ الإنسانيّة بحسب “هيومان رايتس ووتش” التي طالبت بمحاكمة المسؤولين عن ذلك.

المنطق الإسرائيلي هو ذاته في غزّة، وفي الضفّة الغربيّة مثلما هو أيضًا في جنوب لبنان وسوريا. جيش العدوّ يدّعي أنّ هناك حاجة لهدم البنية التحتيّة المدنيّة حتّى لا يستغلّها المسلّحون.

الحرب لم تكن على غزّة وحدها… قتـ ـلت إسرائيل نحو ألف فلسطيني في الضفّة الغربيّة منذ 7 اكتوبر 2023، ووسّعت نطاق الاعتقالات بدون محاكمة وهدمت منازل وزادت بناء المستوطنات، كما تصاعد تعذيب المعتقلين وأعمال العنف التي يمارسها المستوطنون الذين نفّذوا خلال شهر تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي وحده ما لا يقل عن 264 هجومًا ضدّ الفلسطينيّين، وهي أعلى نسبة تُسجَّل منذ بدأت الأمم المتّحدة ترصد اعتداءاتهم في العام 2006.

الإبعاد غير القانوني لمجموعة سكّانيّة عرقيّة أو دينيّة من منطقة معيّنة من قِبل مجموعة أخرى، هو ببساطة “تطهير عرقي”.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top