على وقع الدماء التي لم تجفّ بعد في الجنوب، وبين صرخات الأمّهات اللواتي يودّعن أبناءهنّ يوميًّا ضحايا للآلة الإسرائيليّة، يستعدّ كازينو لبنان لاحتضان مغنٍّ فرنسيّ لا يُخفي إعجابه بتلك الآلة نفسها.
كينجي جيراك، الفنّان الغجري الذي أنشد النشيد الوطني الإسرائيلي “هتكفا”، يطلّ في 21 و22 تشرين الثاني بحفلتين في كازينو لبنان، وكأنّ شيئًا لم يحدث، وكأنّ الدم اللبناني مجرّد خلفيّة صامتة لعرضٍ موسيقي لا يسمع وجع الجنوب ولا يراه.
يأتي جيراك إلى بلدٍ يدفن أبناءه تحت الركام، فيما يفاخر بعلاقته بـ”أرض إسرائيل” ويعتبر جذور شعبه الغجري ضاربة في “القبيلة المفقودة” من “الأرض الموعودة”. غنّى في تل أبيب، تبرّع للأطفال الإسرائيليّين، وأطلّ على قناة i24NEWS ليقول إنّ حفله في إسرائيل كان “من أجمل لحظات حياته”.
فهل سيغنّي في كازينو لبنان النشيد الوطني الإسرائيلي أيضًا؟ أم سيكتفي بتحية “السلام” لجمهورٍ لا يعرف إن كان الضيف يحتفي بأوجاعه أم بقاتليه؟









