مفاجأة غادرة يخبئها العدو؟

لم يتوقّف كثيرون عند رسالة خطيرة وجّهتها الولايات المتّحدة للعراق قبل أيّام، تتضمّن تهديدًا ترهيبيًّا واضحًا له، بالإشارة إلى أنّ “عمليّات عسكريّة مرتقبة في المنطقة.. وخاصّة في الجانب السوري”، محذّرة بغداد وفصائل المقـ ـاومة العراقيّة من التدخّل فيها او التعرض للقوات الاميركية.

التهديد أعلن عنه وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي قبل يومين مشيرًا إلى أنّه جاء من جانب وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث.

ولم يوضح لا الوزير الأميركي ولا الوزير العراقي طبيعة “العمليّات العسكريّة المرتقبة في المنطقة” التي يمكن أن تقوم بها الولايات المتّحدة، ولا سبب اتصال الوزير هيغسيث وحرصه على توجيه رسالة التهديد هذه، أو ما الذي تنوي واشنطن فعلًا أن تقوم به، ولماذا يتحسّب الأميركي من احتمال تدخّل الفصائل العراقيّة فيها.

فهل يعني ذلك أنّ “العمليّات العسكريّة المرتقبة” تشير إلى عدوان ما يمثّل تهديدًا للعراق؟ انتشار عسكري أميركي أو ضربة كبيرة على الحدود، أو قربها؟ هل من الممكن أن يكون عملًا عسكريًّا ضدّ إيران؟ وإذا كانت واشنطن تتوقّع أو تتخوّف من أنّ الفصائل العراقيّة ستعتبر نفسها معنيّة بالردّ، فهل ربّما لأنّ هذه “العمليّات العسكريّة المرتقبّة” ربّما تطال لبنان؟ وهل إشارة الوزير الأميركي إلى “الجانب السوري” ربّما تعني تدخّلًا عسكريًّا أميركيًّا ما لصالح نظام الجولاني/الشرع، بالتزامن ربّما مع زيارة الرئيس السوري المؤقّت إلى واشنطن الأسبوع المقبل ليكون بضيافة دونالد ترامب؟

هل هي “هديّة” أميركيّة للجولاني/الشرع لمناسبة اللقاء المرتقب الاثنين في البيت الأبيض؟ ولماذا طابعها عسكري-أمني؟ ولماذا يشعر وزير الحرب الأميركي بضرورة توجيه تحذير للعراق وفصائل المقـ ـاومة العراقيّة؟

غموض التهديد يثير تأويلات كثيرة، لكن ليس طبيعيًّا أن يتّصل وزير الحرب الأميركي بوزير دفاع دولة خرى، لينذره بهذا الشكل، وهي على أبواب انتخابات برلمانيّة بعد أيام.

“عنجهيّة”.. هذا هو الوصف الذي استخدمه وزير الدفاع العراقي، ليصف سلوك الإدارة الأميركيّة.

ألا ينطبق هذا التوصيف العراقي تمامًا، على سلوك وتصرّفات المبعوثين والمسؤولين الأميركيّين الآخرين في منطقتنا: طوم باراك، مورغان أورتاغوس، جاريد كوشنير، وستيف ويتكوف، وهم يتعاملون مع لبنان وسوريا وفلسطين/غزّة، ومع سلوك “معلّمهم” المهووس الأكبر ترامب؟

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top