دونالد ترامب الذي يتباهى بأنّه أوقف 7 حروب، وأضاف إليها حربًا ثامنة أوقفها (مؤقّتًا؟) في غزّة، يسير في الوقت نفسه، على حافّة تأجيج حربين.. وربّما ثلاثة.
رئيس أوكرانيا فلوديمير زيلينسكي في واشنطن، في ظلّ تهديدات من إدارة ترامب بتزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى ودقيقة، بما في ذلك “توماهوك” والتي يأمل باستخدامها لضرب منشآت طاقة حيويّة لروسيا بعيدًا عن خطوط الجبهات، بالإضافة إلى القواعد الجوّيّة ومستودعات الوقود في عمق الأراضي الروسيّة.
الاتصال الهاتفي قبل ساعات بين ترامب ونظيره الروسي بوتين، أفضى إلى اتفاق على عقد قمّة جديدة بينهما في بودابست، ومن الواضح أنّ ترامب يلوّح بورقة الصواريخ بوجه الروس والتي إن استُخدمت فعلًا، فإنّ موسكو ستتعامل معها على أنّها انخراط عسكري أميركي مباشر في الحرب المستمرّة منذ 3 سنوات، وستشكّل تدهورًا غير محسوب العواقب.
“اللقمة السائغة” التي يراها ترامب ويرغب أن يلتهمها، هي فنزويلا، حيث تتزايد الضربات الجوّيّة الأميركيّة التي تستهدف زوارق تقول واشنطن إنّها لتجارة المخدّرات القادمة من فنزويلا. وهي تهمة تنفيها كاركاس تمامًا، وترى فيها ذريعة أميركيّة مشابهة لكذبة أسلحة الدمار الشامل التي استخدمت ضدّ العراق لغزوه في العام 2003.
لترامب الآن، 7 سفن عسكريّة في منطقة الكاريبي وفي خليج المكسيك، والطلعات الجوّيّة تتكثّف، بما في ذلك الطائرات المسيّرة استعدادًا على ما يبدو لبدء العدوان الذي تعتزم فنزويلا، المنهكة اقتصاديًّا بفعل العقوبات، لمواجهة بحشد نحو 5 ملايين جندي ومسلّح، حيث قال الرئيس مادورو “الشعب مستعدّ للمعركة.. فنزويلا لن تُهان، فنزويلا لن ترضخ لأحد”.
“السلام بالقوّة” الذي يتحدّث ترامب –البارانويد المهووس بالشكّ والارتياب والمفرط في شعوره بالعظمة والاستحقاق وسوء مشاعر الناس تجاهه- عنه، فضفاض بدرجة مريبة. فضفاض كمفاهيمه حول سيادة الدول ومصالحها واحتقاره للشعوب. فضفاض لدرجة أنّ الحرب قد تكون ممكنة أيضًا في غزّة ولبنان وإيران، حتّى لو لم تكن رصاصة الاشتباك الأولى، “أميركيّة”.