حتّى الساعات الأخيرة، لم تكن هناك دعوة موجّهة لبنيامين نتنياهو لحضور مؤتمر شرم الشيخ، وعندما جرى الإعلان عن الدعوة، سرعان ما أعلن الجانب الإسرائيلي أنّه لن تتمّ تلبيتها، بذريعة “الأعياد اليهوديّة”.
لم يعلن عن توجيه الدعوة لنتنياهو سوى خلال اجتماعه مع الرئيس الأميركي ترامب في تل ابيب، واتصالهما الهاتفي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أعلن من بعده من جانب الرئاسة المصرية توجيه دعوة لرئيس وزراء الكيان، لكن سرعان ما أعلنت إسرائيل أنّ نتيناهو ألغى مشاركته وأنّ الدعوة كانت من جانب ترامب.
تساؤلات مهمّة طرحت تتعلّق بنبذ نتنياهو:
– لماذا لم تكن هناك دعوة مصريّة لنتنياهو للمجيء إلى شرم الشيخ حتّى قبل ساعات قليلة من انعقاد مؤتمر شرم الشيخ؟
– من عارض فكرة ترامب دعوة نتنياهو؟
– هل غياب نتنياهو عن شرم الشيخ، يوفّر له ذريعة إضافيّة للتملّص من الاتفاق (وهو أساسًا يعتزم انتهاكه لاحقًا)؟
-ألم يكن حضوره سيشّكل إحراجًا لكثيرين بالنظر الى ما قد يقوله حيث سيتباهى بالدم الذي لم يغسله عن يديه؟
إذا استرشدنا بما قاله نتنياهو في الكنيست، قبل ساعات من مؤتمر شرم الشيخ، وألقى خطابًا شبيهًا به في مصر، لكان ذلك سيدمّر المؤتمر.
هذا بعض ما قاله:
– نشكر ترامب على الاعتراف “بالحقوق التاريخيّة لإسرائيل” في الضفّة الغربيّة، وهو ما يعني دفن فكرة الدولة الفلسطينيّة و”حلّ الدولتين”.
– نشكر الرئيس ترامب على وقوفه أمام الأكاذيب التي تعرّضنا لها
الإعلام الاسرائيلي تحدث عن أنّ نتنياهو لم يرغب في إغضاب الحريديم، الذين يحرصون على احترام الأعياد الدينيّة، أو قاعدته السياسيّة وائتلافه اليميني، كما أنّه “خشي أن يوضع في موقف محرج أثناء القمّة، أو يطلب منه الاستماع إلى رسائل لا يرغب بها، مثل حلّ الدولتين، أو اتهام إسرائيل بجـ ـرائم حـ ـرب”.
العراقيّون تحدّثوا عن أنّ العراق هدّد بالانسحاب من القمّة إذا جاء نتنياهو، وأنّ الجانب المصري أبلغ نتيناهو بعدم إمكانيّة استقباله. كما تردّد أنّ تركيا عارضت حضور نتنياهو. وقالت معلومات أيضًا إنّ “هناك دولًا كثيرة لا تعترف بإسرائيل، وقد أصيب قادة بعضها بالتوتر إذ لم يرغبوا في التقاط صورة معه، لذلك تراجع عن قراره بالمجيء”.