لماذا غيّبوا “فلسطين” في الكنيست وشرم الشيخ؟

إذا كنت تريد أن تعرف ما يجري فعليًّا، فعليك أن تدقّق في ما لم يُقَل في الكنيست الإسرائيلي، ولا في قمّة شرم الشيخ التي كادت تتحوّل إلى تجمّع علاقات عامّة نجمه الرئيسي هو دونالد ترامب الذي أراد خطف الأضواء كاملة، ووقف وحيدًا يستقبل الضيوف ويصافحهم ويلتقط الصور التذكاريّة معهم ويوزّع الشهادات الإيجابيّة يمنة وشمالًا.

في الكنيست، لم يؤتَ على ذكر فلسطين، ولا دولة فلسطين، ولا حتّى خيار حلّ الدولتين، ولا الإشارة إلى السلام العادل والحقوق المشروعة، ولم يتمّ حتّى التطرّق بتاتًا لمعاناة أكثر من مليونَي فلسطيني، تُركوا تحت نيران المـ ـذبحة التي غطّتها واشنطن منذ لحظة بدايتها، وصولًا الى ترامب نفسه، تمويلًا ودعمًا وتسليحًا، لا من الرئيس الأميركي ولا من مضيفه نتينياهو.

ولولا بعض الجرأة التي أظهرها “النائبان الإسرائيليّان” في الكنيست أيمن عودة وعوفر كاسيف لأنّهما خلال كلمة ترامب، هتفا ورفعا لافتة كتب عليها “اعترف بفلسطين”، ما كان اسم فلسطين سيطرح نهائيًّا.

في شرم الشيخ، على الجانب الآخر، كرّر ترامب تجاهله أيّ إشارة إلى حقّ الفلسطيني بدولة، أو بعدالة، أو حتّى بالغضب. “إنجازه” كما تباهى مرارًا، بأنّه أعاد “المخطوفين” الإسرائيليّين، إلى أحضان عائلاتهم. أمّا الـ300 ألف شهـ ـيد وجريح فلسطيني فلا مكان لهم في القاموس الترامبي.

وحسنًا فعل الرئيس السيسي، أنّه تحدث في كلمته عن “حقّ الشعب الفلسطيني تقرير مصيره وأن ينعم بالحريّة، وأنّ تنفيذ اتفاق غزّة يجب أن يوصل إلى حلّ الدولتين”، بينما كان ترامب يضع سمّاعة الترجمة في أذنيه، ويستمع.

ولولا ذلك، لكان بدا أنّ “فلسطين” ممنوعة عن الذكر في مؤتمر شرم الشيخ، مثلما هي غائبة عن بنود “خطّة ترامب” التي جرى التوقيع عليها. حتّى من يُفترض أنّه الرئيس الفلسطيني أبو مازن، كان جالسًا بين الحضور كأنّه ضيف شرف لا أكثر، ولم يشارك في التوقيع على الاتفاق.

هل يكفي أن نقول:” لك الله يا فلسطين”؟

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top