فنزويلا.. فريسة ترامب الجديدة

ليس سرًّا أنّ الإدارات الأميركية المتعاقبة، لا ترى في الرئيس الفنزويلي المنتخب نيكولاس مادورو، شخصًا محبوبًا لديها.
وبالنسبة إلى كثيرين، ربما تكون هذه شهادة تقدير بحق مادورو لكن ذلك يعني أيضًا أنّ واشنطن تبحث مجدّدًا إمكانيّة غزو فنزويلا، أو الاعتداء عليها عسكريًّا، حتىّ لو كان دونالد ترامب يستهجن أنّه لم يحصل حتى الآن على “نوبل للسلام”.
فنزويلا من أغنى دول العالم بمصادر النفط (والغاز أيضًا)، لكنّ السنوات الطويلة من الحصار الخانق والعقوبات والتضييق الأميركي لمنع فنزويلا من الاستفادة من ثرواتها، حرمت الفنزويليين من الاستمتاع بمواردهم، وأوقعتهم في مستنقع الفقر والهجرة، وأتاحت للإدارات الأميركيّة استسهال توجيه تهمة الفساد للحكم في كاراكاس، مثلما كانت تفعل مع نظام الرئيس السابق هوغو تشافيز.
وبذريعة محاربة تجارة المخدّرات، تحشد واشنطن قوّات لها بالقرب من فنزويلا، من خلال 8 سفن وغوّاصات نوويّة في جنوب البحر الكاريبي، وهي ضربت بالفعل زوارق وصفتها واشنطن بأنّها مخصّصة لتهريب االمخّرات وقتلت من كان على متنها.
مادورو الذي رفضت واشنطن دعواته للحوار، يقول الآن إنّ تهديدات واشنطن وإرسال سفن عسكرية وقوّات عسكرية إلى بورتوريكو المجاورة، تنذر باحتمال أن تشنّ الولايات المتحدة حـ ـربًا لا أخلاقية وعـ ـدوانًا “إمبرياليًّا للاستيلاء على ثروات فنزويلا.. وفرض حكومة عميلة” لواشنطن.
لماذا الغزو الممكن، و/أو العـ ـدوان؟
1- إبقاء “الحديقة الخلفية” للولايات المتّحدة تحت السطوة الأميركية المباشرة، ومنع قيام تكتّلات أو تحالفات أميركية جنوبية، ضدّ مصالح واشنطن
2- السيطرة مباشرة على ثروات فنزويلا، إحدى أكبر الدول في العالم بمخزونها النفطي المقدّر بأكثر من 300 مليون برميل (والغاز وخام الحديد والذهب والألماس وخام الألمونيوم والطاقة الكهرومائية والموارد المائية الكبيرة…)
3- تنصيب نظام حكم موالٍ لواشنطن بالكامل أسوة بما جرى ضدّ نظام سلفادور أليندي العام 1973
4- قطع صِلات كاراكاس بموسكو وطهران وبكين
5- محاصرة الحكومات اللاتينية الآخذة بالتحرّك ضد إسرائيل والدعم الأميركي لها

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top