بين لحظة وأخرى، قد تندلع شرارة أزمة شديدة الخطورة: “أسطول الصمود” المؤلّف من نحو 50 سفينة وزورقًا، قد ينجح في توجيه أكبر صفعة أخلاقيّة ضدّ الكيان الإسرائيلي الموغل في دماء المنطقة منذ عامين.
الأسطول يبحر حاليًّا في المياه الإقليميّة اليونانيّة بتمهّل، لأنّه يخشى خروجه إلى المياه الدوليّة والتعرّض لعـ ـدوان إسرائيلي مباشر ومدمّر.
الآمال على “أسطول الصمود” الذي يمثّل نحو 40 دولة، بينها العديد من الدول الأوروبيّة، أكبر من الآمال المعقودة، أو التي عقدت، على قمم العرب والمسلمين، واجتماعات نيويورك والجمعيّة العامّة وخطابات الزعماء مهما علا شأنهم، ربّما باستثناء قلّة.
الأسطول يخرق جدار الصمت والتواطؤ والخذلان إزاء “الإبادة” الجارية وتفلّت إسرائيل إقليميًّا. الآمال إزاء الأسطول أكبر من الوعود الفارغة التي يطلقها دونالد ترامب، بأنّ لديه رؤية وخطّة وأنّ وقف إطلاق النار قد يكون وشيكًا، وهي على شاكلة الوعود الممنوحة يمنة وشمالًا منذ عامين، بلا قيمة تُذكر.
الأسطول بات على ما يبدو تحت حماية فرقاطة عسكريّة، يرجّح أنّها إيطاليّة، حيث أعلنت روما إرسالها قبل يومين لمساعد الأسطول بعدما هاجمت مسيّرات، إسرائيليّة بالطبع، زوارق الإغاثة، بالقرب من جزيرة غافدوس اليونانيّة، بينما قرّرت إسبانيا، أسوة بإيطاليا، وهما دولتان لهما رعايا على متن الأسطول الإنساني، إرسال سفينة حربيّة تحسّبًا لتعرّضه لاعتـ ـداءات جديدة.
تتعالى الأصوات في أوروبا ضدّ القرصنة والبلطجة الإسرائيليّة في البحر المتوسّط، والتي كانت استهدفت الأسطول في تونس قبل أيّام، حيث يبدو الكيان الإسرائيلي عازمًا على منع وصول الأسطول إلى غزّة، لإغاثة أهلها، لأنّ نجاح القيّمين على الأسطول في ذلك، سيشكّل كسرًا للحصار، وتدميرًا للسرديّة الإسرائيليّة بأنّ لا مجاعة في غزّة ولا أزمة إنسانيّة!
التحرّك الأوروبي لتوفير غطاء للأسطول الذي يتحدّث عنه نوّاب ووزراء أوروبيّون بأنّ أيّ اعتداء عليه سيمثّل “هجومًا إرهـ ـابيًّا.. وجـ ـريمة حـ ـرب”، يأتي بالتزامن مع سلسلة الاعترافات الأوروبيّة والغربيّة بـ”الدولة الفلسطينّية”، وقد تشكل لحظة الاعتداء الإسرائيلي عليه في أيّ لحظة، شرارة أزمة خطيرة وصدام سياسي ودبلوماسي، بين العواصم الأوروبيّة والكيان.
ماذا لو أسقطت الفرقاطات الأوروبيّة هذه المسيّرات الإسرائيليّة أثناء اعتدائها على رجال ونساء “أسطول الصمود”؟