نقلت دولة فيجي بعثتها الدبلوماسيّة إلى القدس المحـ ـتلّة، بما يساهم في “شرعنة” الاحـ ـتلال الاسرائيلي للمدينة وادعائه بأنّها “عاصمته”.
خطوة فيجي، في جنوبي المحيط الهادئ، جاءت بينما كانت عواصم غربيّة تتابع اعترافاتها بالدولة الفلسطينيّة أو تستعد لذلك، ما أكسب حقوق الفلسطينيّين زخمًا قويًّا وإن كان رمزيًّا حتّى الآن.
لكنّ فيجي قرّرت السير عكس التيّار العالمي، وهي مهّدت لخطوتها هذه برفضها تأييد “إعلان نيويورك” الذي عقد قبل شهرين برعاية السعوديّة وفرنسا، والذي دعا إلى التمسّك بـ”خيار حلّ الدولتين”.
ولهذا، فإنّ صورة رئيس وزراء فيجي سيتيفيني رابوكا إلى جانب بنيامين نتنياهو وهما يرتديان الزيّ التقليدي لفيجي، كانت مثيرة للاشمئزاز، خصوصًا بعدما توجّه رئيس وزراء العدوّ إليه قائلًا “إنّ حضورك اليوم وافتتاح سفارتك في القدس اعتراف بحقيقة يجب على الجميع الاعتراف بها، وهي أنّ هذه مدينتنا وعاصمتنا منذ 3 آلاف عام، منذ أيّام الملك داود”. ولم يفت نتيناهو التذكير بأنّ الكيان يقاتل منذ عامين على “سبع جبهات ضدّ من يعتنقون عبادة الموت”!
وكان حزب “سوديلبا” المسيحي اليميني، أحد مكوّنات الائتلاف الحاكم في فيجي، قد وضع فتح سفارة في القدس ضمن مطالبه الأساسيّة لتشكيل الائتلاف الحاكم.
وبذلك أصبح هناك 7 دول نقلت سفاراتها إلى القدس المحـ ـتلّة، هي الولايات المتّحدة وكوسوفو وهندوراس وبابوا غينيا الجديدة وغواتيمالا، بينما تعتزم الأرجنتين نقل سفارتها في العام 2026.
وتمتلك فيجي علاقات دبلوماسيّة مع العديد من الدول العربيّة ولها سفارات تمثّلها، بما في ذلك في لبنان (قتل لفيجي أكثر من 30 من جنودها العاملين ضمن قوّات اليونيفيل بسبب الاعتـ ـداءات الإسرائيليّة في الغالب).
ولم تتحرّك الجامعة العربيّة ولا أيّ عاصمة عربيّة لـ”محاسبة” فيجي، على انتهاكها الفظّ لهذا الحق العربي والفلسطيني، وخطوتها التي تنتهك أيضًا قرارات الأمم المتّحدة، لأنّ القدس أرض محتـ ـلّة.