مع انطلاق العام الدراسي الجديد، وهو الأوّل بعد عدوان أيلول 2024 على لبنان، تبرز قضيّة أساسيّة لا تقلّ خطورة عن إعادة إعمار الحجر، وهي الصحّة النفسيّة للتلامذة. مئات الأطفال عادوا إلى مقاعدهم الدراسيّة محمّلين بذكريات النزوح وفقدان الأحبّة وتدمير منازلهم، في وقت تشير الدراسات التربويّة إلى أنّ الصدمات النفسيّة غير المعالجة قد تنعكس سلبًا على التحصيل العلمي والسلوك الاجتماعي على المدى الطويل.
ومع ذلك، يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت وزارة التربية والمدارس الخاصّة قد وضعت برامج متابعة نفسيّة جادّة ترافق هؤلاء التلامذة وتساعدهم على التكيّف مع واقعهم الجديد، أم أنّ هذا الجانب لا يزال مغيّبًا خلف الانشغال بالمناهج والامتحانات. فالتجارب الدوليّة بعد الحروب أظهرت أنّ إدماج الدعم النفسي في العمليّة التعليميّة ليس رفاهيّة، بل ضرورة لضمان استمرار الأجيال في التعلم والاندماج بفعاليّة في المجتمعات.
وزيرة التربية ريما كرامي مطالبة اليوم باتخاذ خطوة عمليّة في هذا الإطار.