اغتـ ـيال متصهين: أميركا نحو القمع

أخطر ما في اغتـ ـيال الناشط الأميركي المتصهين تشارلي كيرك، وفي وسط حرم جامعة أميركيّة، أنّ التهمة كانت جاهزة من جانب الرئيس ترامب: اليسار الراديكالي.

لم ينتظر تحقيقًا ولا مسارات قضائيّة، ورمى الجـ ريمة فورًا بوجه “اليساريين” الذي يبغضهم هو والمقـ ـتول، على الرغم من أنّ مواقف تشارلي كيرك المعروفة والتي جعلته من أبرز المؤثّرين في الساحتين الإعلاميّة والسياسيّة والاجتماعيّة، جلبت له الكثير من الخصوم والكارهين.. ولكن أيضًا ملايين المؤيّدين في مجتمع صار منبهرًا بعالم “السوشيال ميديا” والخطابات الجدليّة، والأخطر الاستقطاب الحادّ الذي بات المجتمع الأميركي يعيشه.

انظروا الى عبارات النعي المبالغ فيها من جانب ترامب: “لقد رحل العظيم، بل الأسطوري، تشارلي كيرك.. ومنذ سنوات واليسار الراديكالي يشبّه أميركيّين رائعين من أمثال تشارلي بالنازيّين وبأسوأ المجرمين والقتـ ـلة الجماعيّين في العالم”. وتشارلي كيرك بالنسبة لترامب هو الآن “شهـ ـيد الحقيقة والحرّيّة”.

أعلام الولايات المتحدة منكّسة لأسبوع بأمر من ترامب. لا بد أنّ يشعر الجميع بهول ما حصل، والأهمّ، بما سيليه من أحداث وملاحقات وتشدّد وقمع.

لماذا؟
تشارلي كيرك، من أبرز المؤثّرين المؤيّدين لليمين المتشدّد والمعادين لليبراليّين واليساريّين وخصوم ترامب، والأخطر أنّ أفكاره التي يستهدف فيها طلّاب الجامعات الأميركيّة، يروّج فيها للفكر الصهيوني ولجـ ـرائم إسرائيل ويبرّر لها الإبـ ـادة والتجويع في غزّة، بينما سجّلت العديد من الجامعات مشاعر متنامية مناهضة للحـ ـرب وللكيان الإسرائيلي.

ليس من الغريب والحال هذه، أنّ نتنياهو نعاه قائلًا إنّه “صديق إسرائيل ومحارب للأكاذيب”، إذ إنّ المقـ ـتول من أبرز المروّجين للدعاية الإسرائيليّة. وهو أيضًا من أبرز المساهمين في صعود ترامب المثير للجدل والانقسام، إلى السلطة، ومن العنصرييّن المعادين للمهاجرين الذين رمى ترامب مصير مئات الآلاف منهم في المجهول بقراراته بطردهم.

عندما دخل ترامب قبل أيّام الى مطعم مأمّن أمنيًّا، ليجد في استقباله مدنيّين، نساء وأطفال، يهتفون “حرّروا واشنطن”.. و”حرّروا فلسطين”، ويصفونه بأنّه هتلر فيما وقف هو يرمقهم بحيرة وازدراء، فإنّ هذا كان يظهر كم أنّ “أميركا العظيمة” التي ينادي بها، صارت منقسمة، تمامًا مثلما حرّض قبل نحو 5 أعوام أنصاره على اقتحام مبنى الكونغرس.

اغتـ ـيال تشارلي كيرك، ظاهرة عنف سياسي خطيرة في أميركا، مثلما هو “فرصة” أمام ترامب وتيّاره، لترويض هذه البلاد، وإخضاعها.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top