‏Casper في الجنوب

في إطار سباق التطوير التكنولوجي العسكري، تعمل وزارة الحـ ـرب الصهـ ـيونيّة على مشروع متقدّم تحت اسم “كاسبر”، وهو نظام طائرات مسيّرة قادر على التفاعل صوتيًّا مع الجنود في الميدان. الفكرة تقوم على تحويل الدرون من مجرّد أداة استطلاع إلى “زميل افتراضي” يمكن مخاطبته وإعطاؤه أوامر صوتيّة مثل “تقدّم” أو “غطّني”، ليجيب بدوره بتقارير ميدانيّة آنيّة مثل “رصدت هدفًا على بعد 90 درجة”. النظام الذي يفهم اللغة العبريّة حاليًّا، يُظهر التوجّه الصهيوني نحو دمج الذكاء الاصطناعي مع الطائرات المسيّرة لتوسيع استخدامها في العمليّات، ليس فقط كعين في السماء بل كشريك يشارك في اتخاذ القرار.

أمّا في الميدان اللبناني، فقد اتسع استخدام الطائرات المسيّرة ليتجاوز الأهداف العسكريّة البحتة إلى مستوى الاستهداف النفسي اليومي للسكّان. لم يقتصر الأمر على مرّة واحدة، ففي بلدة الخيام هبطت طائرة مسيّرة منخفضة فوق منزل لتخاطب ساكنيه بلهجة ساخرة قائلة: “عم تشربوا نسكافيه؟”. وفي حادثة أخرى تقدّمت من أحد العاملين على الحافّة الأماميّة وطلبت منه فتح صندوق سياّرته قبل أن تطمئنه: “حسنًا، أنت لست مخرّبًا… اذهب من هنا”.
أمّا المشهد الأوضح فكان في بنت جبيل، حين اقتربت من سيّدة تنظّف منزلها وسألتها بصوت عربي بشري واضح: “شو عم تعملي؟”. أصوات هذه الطائرات، التي تحاكي نبرة الإنسان، شكّلت صدمة للسكّان الذين باتوا يواجهون حـ ـربًا نفسيّة معلنة من الجوّ، دون أن تحرّك الدولة اللبنانيّة ساكنًا.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top