الغدر والخداع من سمات الحـ ـروب والصراعات. لكن يمكن القول إنّ الكيان الإسرائيلي لجأ الى سلاح الغدر 4 مرّات في وقت تجري مفاوضات “سلام” أو “تسوية” خلال الحـ ـرب الحالية.
في 31 تموز/يوليو 2024، اغتـ ـالت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حمـ ـاس اسماعيل هنية في طهران. كان هنية في ذلك الوقت يقود جهدًا داخل قيادة حمـ ـاس لتبنّي “خطة بايدن” لوقف إطلاق النار في غزّة. وتساءل رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وقتها قائلًا “كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقـ ـتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟”.
وعندما اغتـ ـالت إسرائيل الأمين العام لـ”الحزب” السيد نـ ـصر الله في 27 سبتمبر/ايلول 2024، في ذروة المواجهة العسكريّة مع إسرائيل، كان أبلغ الحكومة اللبنانيّة، من خلال الرئيس نبيه بري، موافقته على خطّة لوقف إطلاق النار لمدّة 21 يومًا، وقد جرى إبلاغ الأميركيّين والفرنسيّين بموافقة “الحزب” هذه، وهو ما قاله وزير الخارجية وقتها عبد الله بو حبيب الذي أكّد أيضًا أنّ واشنطن وباريس أبلغتا لبنان أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو، أكّد لهم موافقته على هذه الخطّة، وكان من المفترض أن يأتي الموفد الأميركي هوكشتين إلى بيروت.
حتّى زعيم المعارضة الإسرائيليّة يائير لبيد أكّد أنّ نتنياهو اتفق مع إدارة الرئيس بايدن وقتها، على وقف إطلاق النار لمدّة 21 يومًا في لبنان، قبل اغتـ ـيال “السيد” الذي نُفِّذ بينما كان نتنياهو في نيويورك.
“الغدر” الثالث الذي مارسته إسرائيل، كان ف 13 يونيو/حزيران الماضي، حين شنّت مقاتلاتها عـ ـدوانًا جوّيًّا على إيران التي كانت تفاهمت مع واشنطن من خلال وساطة سلطنة عمان، على عقد جولة تفاوض نوويّة جديدة في مسقط بعدها بيومين.
الغدر الرابع، كان في الدوحة، حيث إنّ ما تبقى من قيادة حمـ ـاس، بزعامة خليل الحية، كانت تستعد لإعلان موقف رسمي ممّا سُمِّيَ بـ”خطة ويتكوف” لوقف إطلاق النار، وقد أكّد مصدر قيادي في حمـ ـاس لـ”المرفأ” قبل الغارة الإسرائيليّة بساعات قليلة، أنّ الحركة موافقة على الخطّة، وأنّ نتنياهو هو الذي لم يردّ عليها بالإيجاب حتّى الآن.