يبدو أنّ الحكومة اللبنانيّة وجدت الحلّ السحريّ أخيرًا لمعضلة الأمن في الجنوب: الاستغناء عنه بالكامل!
فبدلًا من صدّ الغارات المتكرّرة منذ وقف إطلاق النار في تشرين الثاني، يبدو أنّ الاستراتيجيّة الرسميّة تقوم على سياسة “دع الأمور تسير كما تشاء”، إلى أن يتبخّر الجنوب من الخريطة.
آخر هذه الهدايا الناريّة كان يوم أمس الأربعاء، حين انهالت الغارات على القرى، فيما اكتفت الحكومة بترفّع صامت يليق بمراقب دولي غير معني.
ومن باب الابتكار في علم الجغرافيا السياسيّة، قد يكون الوزراء في طور إعداد نسخة جديدة من أطلس لبنان: نسخة خالية من الجنوب، تريحهم من صداع القرارات والبيانات. فالصمت المدوّي يوحي وكأنّ ثمة قرارًا غير معلن بسلخ هذه البقعة المتمرّدة عن جسد الوطن، وتحويلها إلى هامش خارجي لا يستحقّ أكثر من بضع نشرات إخباريّة باهتة. حكومة تعرف كيف “تدير الأزمات” باقتدار، بالإنكار، والانتظار، وربّما بالمسح عن الخريطة.
