حسمها رئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني الذي قرّر أنّ اللعبة السياسيّة في البلاد، تستحقّ المزيد من المغامرة والإقدام، وتوسيع النفوذ.
واللحظة تبدو مؤاتية له. خرج للتوّ كمستضيف ناجح للقمّة العربيّة؛ واشنطن تراهن على استمرار دوره كعامل تهدئة في مسارات الحـ ـرب الإقليميّة؛ طهران تتعامل معه كعنصر ضروري للتوازات العراقيّة؛ أنقرة مرتاحة لتفاهماتها معه خصوصًا في تجريد حزب العمّال الكوردستاني من أوراقه العراقيّة وتعزيز الاتفاقات الأمنيّة والاقتصاديّة الكبرى مع حكومته؛ ودول الخليج تنظر إليه بارتياح مع سعيه الدائم لتطوير العلاقات معها؛ وحضور الحشد الشعبي أكثر مأسسة في الحياة السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة في العراق. علاقاته طيّبة مع الأكراد ومع القوى السنّيّة عمومًا.
ولهذا، فقد حان وقت القطاف السياسي. فالرجل الذي يمتلك 3 مقاعد في البرلمان في إطار “تيّار الفراتين”، صار مقتنعًا إنّ بإمكانه توسيع كتلته البرلمانيّة، ليصبح لاعبًا كبيرًا بين القوى والأحزاب الأساسيّة عندما تفتح صناديق الاقتراع في 11 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وقد ولد الآن ائتلاف انتخابي موسّع باسم “ائتلاف الإعمار والتنمية”، لخوض الانتخابات، وهو يضمّ الى جانب كتلته الصغيرة “تيّار الفراتين”، مجموعة من الكتل السياسيّة، هي:
“تحالف العقد الوطني” الذي يقوده فالح الفياض وهو رئيس هيئة الحشد الشعبي
“ائتلاف الوطنيّة” الذي يمثّل رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي
“تحالف إبداع كربلاء” بزعامة محافظ كربلاء نصيف جاسم الخطابي
“تجمّع بلاد سومر” بزعامة وزير العمل أحمد الأسدي الذي شغل سابقًا منصب المتحدّث الرسمي باسم الحشد الشعبي
“تجمّع أجيال” الذي يتزعّمه النائب محمد الصيهود، وهو زعيم عشائري
“تحالف حلول الوطني” بزعامة محمّد صاحب الدراجي الذي يعتبر مستشارًا فنّيًّا لرئيس الوزراء
غالب الظنّ أنّ الخريطة السياسيّة للعراق ستشهد انقلابًا كبيرًا، خصوصًا في ظلّ استمرار غياب “التيّار الصدري” عن المعارك الانتخابيّة، وانقسام قوى الحشد الشعبي، والمشهد الإقليمي المتبدّل، فيما يبدو أنّ عدد الأحزاب الراغبة بالمشاركة في الانتخابات بلغ حتّى الان 104 أحزاب.
بالتأكيد “السوداني الثاني” لن يكون مثل “السوداني الأوّل” فيما بعد تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.