في ليلة غير اعتياديّة، فجّرت سلطنة عُمان مفاجأتها: وساطة ناجحة أوقفت الغارات الأميركيّة على اليمن، مقابل وقف الحوثيّين لاستهداف السفن الأميركيّة. لكنّ اللافت لم يكن الاتفاق بحدّ ذاته، بل توقيته. قبل ساعات فقط، سقط صاروخ يمني فرط صوتي في مطار بن غوريون، بسرعته الجنونيّة التي فاقت الصوت بـ16 مرّة، متحدّيًا منظومات الدفاع الإسرائيليّة المتعدّدة. لم يكن ذلك مجرّد صـ ـاروخ، بل رسالة استراتيجيّة: إذا اشتعلت الحرب الكبرى، فلن تُشبه شيئًا ممّا سبق.
ترامب قرأ الرسالة جيّدًا. فهم أنّ الربح الحقيقي يكمن في التراجع الذكي. فصل سفنه عن سفن “إسرائيل”، وكسب صورة القائد الحاسم أمام شعبه، وأوقف نزيفًا كان سيهدّد مشروعه في الشرق الأوسط. أمّا الخاسر الحقيقي؟ فهو من بقي خارج التفاهم: “إسرائيل”، أو بالأدقّ، مشروع نتنياهو الذي كان يسعى لإشعال المنطقة بجنود أميركا. اليوم، أصبح الحوثيّون رقمًا صعبًا على طاولة التفاوض، والمنطقة تتهيّأ لتوازن جديد… توازن تُرسم ملامحه من صاروخ واحد، قال كلّ شيء.