جاء ليكحّلها.. فعماها!

عفا الله عن المقتلة السوريّة. هكذا يمكن اختصار اجتماع بروكسل للدول المانحة والاتحاد الاوروبي حول سوريا، بعدما تعهّد بتقديم 5.8 مليار يورو (بينها 1.6 مليار من القروض)، من أجل إعادة الإعمار، بالإضافة الى التعهّد بخطوات إضافيّة لتخفيف العقوبات المفروضة على السوريّين.

ليس تفصيلًا مُضي المانحين قدمًا بمؤتمرهم الاثنين بعد أيّام على عمليّات القـ ـتل المتفلّتة التي جرت خصوصًا في مناطق الساحل السوري وطالت بحجمها الأكبر أبناء الأقلّيّة العلويّة الذين قـ ـتل المئات منهم، وتجنّب طرح ذلك كنقطة أساسيّة للحكم وتقييم سياسات الإدارة السوريّة الانتقاليّة.

وبدلًا من اغتنام لحظة التساهل الأوروبّي الواضحة، سجّل وزير الخارجيّة السوري أسعد الشيباني “سقطة” جديدة في تصريحاته عندما أدلى بتصريح كأنّه يدلي به أمام اجتماع للفصائل المسلّحة التي للعديد منها نزعات أصوليّة. قال رئيس الدبلوماسيّة السوريّة الجديد: “أدّت 54 عامًا من حكم الأقليّة إلى تهجير أكثر من 15 مليون سوري وسقوط مليون شهـ ـيد وقمع الأغلبيّة والأقلّيّات الأخرى على حدّ سواء”.

ومع ذلك، يعتبر الشيباني أنّ “اجتماع بروكسل واجب أخلاقي” تجاه السوريّين. واكتفى الأوروبيّون بالمقابل، بخطوة تشكيل لجنة التحقيق بأحداث الساحل.

“سقطة” الشيباني لم تكن الأولى. خلال مشاركته في القمّة العالميّة للحكومات في دبي، قال الشيباني خلال حوار عندما سئل عن حالة خوف بين السوريّين وما يمكن أن تقدّموه لطمأنتهم، “نحن حرّرنا الشعب السوري، وإذا حرّرت خطيفة أو مختطف من خاطفه، فلا يمكن أن يسألك بعد ذلك الى أين ستأخذني”.

على الهامش: الشيباني كان في بروكسل لإقناعهم بالتمويل، في الوقت الذي كانت فيه ميليشيّات السلطة الجديدة في سوريا، تقصف قرى لبنانيّة حدوديّة ما أوقع ما لا يقلّ عن 7 شهـ ـداء وإصابة 52 آخرين.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top