الردّ الذي تراه لا تسمعه: من هارون الرشيد إلى “السيّد”

لعلّ الكلام المفتاح في خطاب “السيّد” هو “أنّ الرد هو ما ترون وليس ما تسمعون”، عبارةٌ حملت معانيَ كبيرة في التاريخ، وستحمل معانيَ أكبر في المستقبل القريب.
يعود أصل العبارة إلى الحادثة التي وقعت عام 181 هـ عندما أرسل “نقفور” ملك الروم رسالةً ينقضُ فيها الصلح المبرم مع هارون الرشيد أي بين الإمبراطوريّة البيزنطيّة والدولة العباسيّة، ويُهدّد فيها بالحرب، فغضب الرشيد وأعاد إليه الرسالةَ نفسها بعد أن كتب على ظهرها: “الجواب ما ترى لا ما تسمع”.
وأعلن هارون الرشيد الجهاد وقاد الجيش حتّى حاصر نقفور وأجبره على الاستسلام وما كاد “يرى ما لم يسمع” حتى قُتل وسُلّمت جثّته للعرب!
إنّ استخدام “السيّد” لهذه العبارة في خطابه الأخير ليس مجرّد استحضار للتاريخ، ولكنّه تأكيد على أنّ التاريخ يعيد نفسه إنّما بأشكال مختلفة.
وكما كان الردّ الفعليّ لهارون الرشيد هو الذي حسم الموقف، فإنّ “السيّد” يشير إلى أنّ الأفعال هي التي ستحدّد المستقبل عبر الردّ وقوّته وجهوزيّته وقبل كلّ شيء التأكيد على نجاحه.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top