التكنولوجيا القاتلة!

أصبحت الهجمات السيبرانيّة سلاحًا رئيسيًّا في النزاعات الحديثة، متجاوزة الضرر الماديّ لتصل إلى خسائر بشريّة مباشرة وغير مباشرة. وهذا ما ظهر واضحًا في الهجوم السيبرانيّ الإرهابيّ الأخير على مختلف المناطق اللبنانيّة وتحديدًا الضاحية والبقاع والجنوب.

ما حصل في بيروت ليس الحالة الأولى من نوعها؛ فالهجمات الإلكترونيّة الكبرى مثل “واناكراي” عام 2017 و”نوت بيتيا” عام 2016 أسفرت عن تعطيل مستشفيات وأنظمة صحيّة، ما أدّى إلى وفاة مرضى نتيجة تعطّل المعدّات الطبيّة الحيويّة!

وفي حادثة مشابهة، تسبّب الهجوم السيبرانيّ على مستشفى ألمانيّ عام 2020 في وفاة مريضة بعدما تعطّل النظام بالكامل، ممّا منع نقلها إلى مستشفى آخر في الوقت المناسب!

هذه الهجمات تكشف هشاشة الأنظمة الرقميّة في وجه الحروب السيبرانيّة، حيث يمكن للقراصنة استهداف المستشفيات وأنظمة النقل وحتّى أجهزة الأفراد لتحويل التكنولوجيا إلى أداة قتل.

في بيروت، لم يكن الضحايا مجرّد أرقام: أطفال وعاملون صحّيّون كانوا بين القتلى والمصابين… وهذا يؤكّد أنّ هذه الهجمات لا تميّز بين الأهداف المدنيّة والعسكريّة. إضافة إلى العواقب النفسيّة والاجتماعيّة لمثل هذه الهجمات، حيث تكون غالبًا طويلة الأمد، إذ يعيش الناجون وأُسرهم في خوف من تكرار مثل هذه الكوارث.

تُظهر هذه الأمثلة ضرورة تحسين الدفاعات السيبرانيّة لحماية المدنيّين والبنى التحتيّة من المخاطر المتزايدة في عالم يزداد اعتمادًا على التكنولوجيا الرقميّة.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top