هل سيحوّل لبنان الرطوبة إلى مياه للشرب؟

يفتقد لبنان لخططِ التنمية المستدامة في الوقت الذي لا تنقصه أيّ من الموارد الطبيعيّ، وتسيطر الرطوبة على لبنان في فصل الصيف حيث تصل إلى 100% بفعل قربه من البحر الأبيض المتوسّط الذي يحدّه على طول الساحل وكان جديرًا الاستفادة منها بشتّى الطرق ولأهداف كثيرة، فمثلًا، وفي الوقت الذي يعاني فيه لبنان أزمة مياه الشفّة بسبب تلوّثها في مناطق عدّة، وبسبب الجفاف أحيانًا، ومن الممكن للبنان أن يستفيد من الرطوبة في الهواء وتحويلها إلى مياه للشرب على غرار مصر التي وقّعت عقد مع شركة يابانيّة لتصنيع جهاز توليد مياه صالحة للشرب من الهواء بقدرة ألف لتر يوميًّا، بعدما تمّت تجربة الجهاز واختباره في الأجواء المصريّة الرطبة المختلفة وأثبتت النتائج مطابقة المياه المنتجة من الجهاز للمواصفات القياسيّة للشرب.
عام 2008 كانت قد أبدت مجموعة ليبركس للإنتاج الصناعي رغبتها في إقامة مصنع في لبنان متخصّص في تصنيع منتجات قادرة على استخراج مياه الشرب من الرطوبة وتنقيتها، وكان لقيَ الطرح آنذاك ترحيب وزير الصناعة غازي زعيتر الذي شجّع حينها هذه الفكرة ووعد بالمساعدة على الغنجاز، لكنّ العمل كان محدودًا ولم يتمّ التعامل معه بجديّة.
أجهزة سحب الرطوبة وتحويلها إلى مياه شرب تقوم على امتصاص الهواء من خلال فتحتين، يرشح الهواء من الغازات والغبار والمواد الضارّة ثم يبرّده ويكثّف الماء الذي فيه. يمرّ الماء المكتسب بعدها على مرشح من الكربون النشط كي يجري ترشيحه ثم يعرّض للأشعة ما فوق البنفسجية لتعقيمه.
فلماذا لا تسعى وزارة الطاقة عبر وزيرها وليد فيّاض إلى البحث لتنفيذ مشاريع مماثلة تستثمر فيها موارد لبنان الطبيعيّة؟ خاصّة وأنّها غير مكلفة مقارنة بعائداتها الماديّة والصحيّة والبيئيّة، فهل سيحوّل لبنان الرطوبة إلى مياه للشرب؟

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top