تركيا تتوسّع جيوسياسيًّا في غرب أفريقيا وتحديدًا في النيجر. ولهذا، أرسلت إلى هذه الدولة الإفريقية المضطربة المئات من السوريين كـ”مرتزقة” ليقاتلوا حمايةً لمصالحها.
المعلومات تقول إنّ تركيا جنّدت مقاتلين من مناطق سيطرتها في شمال سوريا، تحديدًا من الفصائل الموالية لها مثل فرقة “السلطان مراد”، وجرى نقلهم عبر شركة “سادات” الخاصّة والمعتقد أنّها تعمل كذراع سرّي للأنشطة العسكريّة التركيّة. ووصل المرتزقة إلى النيجر عبر رحلات جويّة من تركيا، وتمّ توزيعهم في معسكرات تدريبيّة قبل تكليفهم بمهام حراسة وتأمين لمواقع تركيّة مهمّة، بما في ذلك مواقع التعدين في البلد الإفريقي.
ويتمّ تجنيد المرتزقة بعقد لمدّة ستّة أشهر براتب 1500 دولار في حين كانوا يتقاضون نحو 46 دولارًا مقابل القتال على الحدود السورية. أمّا الجرحى فإنّهم يتلقّون وعودًا بتعويض يصل إلى 30 ألف دولار، بينما تتلقّى عائلات القتلى 60 ألف دولار.
وبكلّ الأحوال، تسعى تركيا لتحقيق أهداف عديدة:
1- تعزيز نفوذها في غرب أفريقيا كجزء من استراتيجيّتها لتوسيع تأثيرها الجيوسياسي. النيجر تُعتبر نقطة استراتيجيّة بفضل موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعيّة
2- ضمان حماية استثماراتها ومشاريعها الاقتصادية في النيجر، خاصّة في قطاع التعدين
3- تقديم نفسها كبديل استراتيجي وشريك موثوق به للحكومات الجديدة في المنطقة
4- استغلال الظروف الاقتصاديّة الصعبة في شمال سوريا لتجنيد المقاتلين الذين يبحثون عن فرص عمل لتحسين أوضاعهم المعيشيّة. الإغراء هو برواتب شهريّة عالية مقارنة بما يمكنهم كسبه في المناطق السورية الواقعة تحت الاحتلال التركي.
يتنامى الدور العسكري لتركيا في الخارج. من شمالي سوريا والعراق حيث الوجود العسكري المباشر، والميليشيات الحليفة لها، وصولًا إلى ليبيا حيث دعمت حكومة الوفاق الوطني في طرابلس ضدّ قوّات الجيش الوطني بقيادة اللواء خليفة حفتر. وفي اذربيجان، انحازت تركيا إليها بالكامل في حربها مع أرمينيا حول إقليم ناغورني قره باخ، معزّزة بذلك نفوذها في منطقة القوقاز.