ما نفع الجيوش العربية؟

بعد أكثر من 7 شهور من الحرب الإسرائيلية على غزّة، والتي امتدت شراراتها بشكل أو بآخر نحو لبنان وسوريا والأردن والعراق وإيران واليمن، وانخرطت فيها الولايات المتّحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها، دعمًا عسكريًا مباشرًا لإسرائيل، يصبح طرح السؤال التالي بديهيًّا: ما نفع الجيوش العربية؟

مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، نشرت تقريرًا خلصت فيه إلى أنّ هذه الجيوش “لا تتمتّع بالفعاليّة”، وأنّه رغم الأموال الهائلة التي تنفق عليها فإنّ ذلك “لا يساعد في تلميع سمعتها”.

يستعرض التقرير بعض الحقائق:

– الإنفاق العسكري المشترك في دول مجلس التعاون الخليجي الـ6 بالإضافة إلى مصر والأردن يصل إلى أكثر من 120 مليار دولار سنويًا، وبإمكان هذه الدول أن تحشد معًا 944 ألف جندي و4800 دبابة و1000 طائرة مقاتلة

– مصر والأردن من بين أكبر الدول المتلقّية للمساعدات العسكرية الأميركية، وذلك بقيمة نحو 1.7 مليار دولار سنويًا

– زادت السعودية، أكبر منفق عسكريًا في الشرق الأوسط، إنفاقها بنسبة 4.3 % في 2023 إلى ما يُقدّر بنحو 75.8 مليار دولار

– في المقابل، شهدت “إسرائيل”، ثاني أكبر منفق عسكريًّا في المنطقة، زيادة بنسبة 24%، ليصل إنفاقها إلى 27.5 مليار دولار العام 2023

تجمع “الإيكونوميست” تقديرات خبراء من بينها:

1- “يتمّ تبديد الكثير من هذه الأموال” التي يتم إنفاقها على الجيوش العربية
2- الجيوش العربية تشتري غالبًا معدّات لا تتناسب مع التهديدات التي تواجهها
3- تُستخدم عمليّات الشراء لكسب النفوذ لدى الحكومات الغربية، مثلما فعلت قطر مثلًا بشراء طائرات “أف-15″ و”رافال” و”تايفون”، بصفقات لاقت استحسانًا في واشنطن وباريس ولندن
4- هوس لدى بعض الجيوش العربية بالقوّة الجوّية على حساب فروع أخرى، مثل البحريّة، خصوصًا في ظلّ الحماية البحرية الأميركية والبريطانية القائمة
5- الجيوش العربية تعكس عمومًا فكرة استبداد حكّامها، ويكره القادة العسكريون منح الجنود الاستقلالية والسلطة اللازمة لعمليات الأسلحة المشتركة
6- أفراد الجيوش العربيّة يعملون بمثابة “حرّاس إمبراطوريين”، مثل الحرس الوطني السعودي الذي يبلغ قوامه 130 ألف جندي مكلّفين بالحماية الشخصية للأسرة الحاكمة
7- في مصر، يدير الجيش إمبراطورية تجارية واسعة تعمل في كلّ شيء من المنتجعات إلى شركات البناء
8- الجيوش العربيّة تجد غالبًا صعوبة في العمل مع بعضها البعض، لأنّهم “جميعًا متشكّكون للغاية، وما زالوا لا يثقون ببعضهم البعض”، ويفضّلون الاعتماد على الدعم الأميركي (مثال إلغاء انشاء هيكل عسكري فعّال لدول مجلس التعاون الخليجي)

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top