عندما وضع الغرب الكمبيوتر في متناول أيدي العامّة، وطرح في الأسواق أوّل نسخة من برنامج الويندوز لم يكترث لأكبر الشعوب في هذه المجرّة ولغتهم العربية. إلّا أنّ رجل الأعمال الكويتي محمد الشارخ فتح الباب أمام المواطن العربي إلى عالم المعلوماتية عبر إدخال اللغة العربية إلى الحواسيب، فأصبح “صخر” أوّل حاسوب عربي. وحمل الشارخ مشروع محو الأمية لا سيما الأمية التكنولوجية في الوطن العربي.
الاستثمار الأوّل للشارخ كان في ألعاب التلفزيون عبر الأتاري التي أنتجها عام 1982 حين أسّس شركة “صخر” لبرامج الحاسوب عام 1982، وهي شركة كويتية تابعة للشركة العالمية للإلكترونيات. واستوحى الشركة التي كان تطرح سلاسل تعليمية من المثل القائل: “العلم في الصغر كالنقش على الحجر”.
ترجم محمد الشارخ برامج مختلفة من أهمها القرآن الكريم، إضافة إلى إنجازاته في “أرشيف الشارخ”، الذي يضمّ المجلّات العربية، والمعجم العربي، ومشروع كتاب في جريدة.
وظلّ الشارخ في عطائه حتّى آخر لحظة في حياته، حيث طرح على شبكة الإنترنت المعجم العربي المعاصر عام 2019، والذي يحتوي على 125 ألف معنى وتركيب، وقاعدة بيانات للمترادفات والمتضادات بلغت 35 ألف مترادف ومتضاد، كما يضمّ الموقع 3 من أشهر المعاجم التراثية: القاموس المحيط، وتاج العروس، ولسان العرب.
في 6 آذار/مارس 2024 غيّب الموت محمد الشارخ عن عمر ناهز الـ 82 سنة، تاركًا خلفه إرثًا وأثرًا علميًا وأدبيًا ومؤلفات قصصية خطّها بيده وعشرات الجوائز وبراءات الاختراع.
