إذا صحّت التقديرات الصادرة حتى الآن حول هجوم الليلة الدامية في موسكو، فإنّ أصابع الاتهام تتّجه بوضوح متزايد نحو النظام الأوكراني، وربّما نحو فصائل إرهابية تتمركز في محافظة إدلب السورية، ما يعني أنّ هذين المكانين، قد يكونان الساحتين الأكثر ترجيحًا لتلقي الغضب الروسي.
ليست صدفة أنّ الهجوم الهمجي على قاعة “كروكوس سيتي” خلال حفل موسيقي، ومقتل أكثر من 115 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، جاء بعد هذه التطوّرات:
– مرور 5 أيّام على فوز الرئيس فلاديمير بوتين القوي بولاية رئاسية جديدة، من خلال الانتخابات التي لم تبق عاصمة غربية إلّا وندّدت بها
– تزايد الحديث عن نوايا غربيّة للانخراط ميدانيًا مباشرة في الحرب ضدّ روسيا في أوكرانيا
– تزايد شعور نظام زيلينسكي في كييف، باحتمال تراجع اهتمام إدارة بايدن بخوض المعركة الى جانبه ضد موسكو
– صدور تحذير رسمي من السفارة الأميركية في موسكو قبل أسبوعين فقط، للرعايا الأميركيين لتجنّب التجمّعات العامّة في العاصمة الروسية، بالتزامن مع إعلان الأمن الروسي إحباط هجوم إرهابي كان سيستهدف كنيسًا يهوديًا
والآن بعد وقوع الهجوم الإرهابي الأكثر دموية على الأراضي الروسية منذ أيلول/سبتمبر 2004 (عندما قتل أكثر من 300 رهينة، نصفهم من الأطفال، في مدرسة في مدينة بيسلان في أوسيتيا الشمالية) وتشرين الأوّل/أكتوبر 2002 (عندما قتل 130 بعد احتلال مسرح دوبروفكا في موسكو)، فلا بدّ من التوقف عند النقاط التالية:
– الأمن الروسي يتحدّث عن اعتقال مشاركين في هجوم الجمعة أثناء محاولتهم عبور الحدود الى أوكرانيا، وكانت لديهم اتصالات على الجانب الأوكراني
– اعتراف أحد المعتقلين بأنّه وصل من تركيا في 4 مارس/آذار وأنّه عرض عليه مبلغ نصف مليون روبل لتنفيذ الهجوم على القاعة
– صدور بيان باسم تنظيم داعش، شكّك في مصداقيته الخبراء الروس بالشكل والمضمون
– اشتباه أوّلي بأنّ بعض المنفّذين يرتبطون بفصائل إرهابية في شمال غرب سوريا وربّما في إدلب، وأنّ بعضهم انتقل إلى القتال الى جانب القوّات الأوكرانية ضد الروس