قراءة إسرائيلية: ملف الطاقة للضغط على “الحزب”

بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية المدعومة أميركيًّا على غزّة، ربط معهد الأبحاث “بيغن-السادات” التابع لجامعة بار ايلان الإسرائيلية، تحدّيات الطاقة التي يواجهها لبنان وإمكانيات إيجاد الحلول لها أو استمرار هذه الأزمة، بانخراط “حزب الله” في معركة مساندة الفلسطينيين، وإمكانية أن تستغلّ الولايات المتحدة هذا الملف للتأثير على الحزب.

الدراسة للباحثَين مايكل هراري وايلي ريتيغ، تحت عنوان “كيف تؤثّر الاعتبارات الطاقوية على انخراط حزب الله في الحرب في غزّة؟”، وتقول أنّ الاتفاقية البحرية بين إسرائيل ولبنان في تشرين الأوّل/أكتوبر 2022 كانت خطوة مهمّة في العلاقات بين الطرفين، حيث كانت تتيح فرصة استكشاف الغاز الطبيعي في مياه لبنان، وهو ما كان يعتبر حافزًا جذابًا لإقناع “حزب الله” بالموافقة على الاتفاق، لكن هذه الاتفاقية تواجه تحدّيًا كبيرًا بسبب أحداث 7 تشرين الأوّل/أكتوبر، أي منذ “طوفان الأقصى”.

وبعدها تقول الدراسة الإسرائيلية أنّه منذ بداية الحرب فإنّ الولايات المتّحدة التي تحاول منع التصعيد بين الأطراف، وتواصل الوساطة بين إسرائيل ولبنان/حزب الله، تعبّر عن وجهة نظرها بوضوح بأنّها تعارض التصعيد الواسع النطاق، وتُقدّم المساعدة لإعادة هيكلة قطاع الطاقة اللبناني كشرط لتهدئة ما تسمّيه “التوترات مع إسرائيل”.

وتثير الدراسة أجواءً تشاؤمية حول ملف الطاقة في لبنان، وتقول مثلًا:

– حتى لو اكتشف لبنان الغاز في مياهه هذا العام، فإنّه لا يملك بنية تحتية للغاز ولا محطّات طاقة قادرة على استخدام الغاز
– إنّ الاستفادة من عائدات تصدير الغاز أو الاستخدام المحلي قد تستغرق من 5 إلى 7 سنوات بعد اكتشاف الغاز
– سيتعيّن بناء البنية التحتية من الصفر وهو ما لا يمكن تحقيقه بلا مساعدة خارجية وخصوصًا من واشنطن
– سيظلّ لبنان معتمدًا على استيراد النفط الخام من العراق عبر سوريا على الرغم من تكلفته في ظل حظر محاولات الحصول على وقود أرخص من إيران عبر البحر من قبل الولايات المتحدة
– بسبب الافتقار الى الخبرة، فإنّ خطّة وزارة الطاقة والمياه اللبنانية للاستفادة من الطاقة المتجدّدة خلال السنوات الـ5 المقبلة، تحتاج إلى مساعدة مباشرة من دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا
– فكرة تنشيط خطّ الأنابيب العربي للغاز لتوريد الغاز من مصر إلى لبنان، تعرقلها العقوبات الأميركية على دمشق

ولهذا، تقول الدراسة أنّه على الرغم من أهمية الطاقة في لبنان، إلّا أنّها ليست عاملًا محوريًا لـ”حزب الله” في المفاوضات الحالية ولكنّها توفر إطارًا للتفاوض مع وساطة أميركيّة. ويشير أيضًا الى أنّ الافتراض الأميركي يستند على أنّ قطاع الطاقة اللبناني يمكن أن يستخدم كوسيلة للتأثير على حزب الله، الى حدّ ما.

وتعتبر الدراسة أنّ الاتفاق البحري الذي يسمح بالاستكشاف في مجال الطاقة للبنان، يُعتَبَر خطوة إيجابية في محاولة إنقاذ الاقتصاد اللبناني، وأنّه يجب عدم تجاهل السياق الإقليمي لاكتشافات الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث أنّها يمكن أن تدمج لبنان في نهاية المطاف في إطار إقليمي لتصدير الغاز إلى تركيا وأوروبا.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top