الحرب التي يحاول بينامين نتنياهو وعصابته تصويرها على أنّها بمثابة انتصار سهل لا غبار عليه ويعزّز مناعة الكيان واستمراريّته، ليست كذلك فعليًّا.
علينا أن نتذكّر دائمًا أنّ الكيان الاحتلالي لم يصل في كلّ تاريخه إلى مثل هذه الصورة المتردّية على مستوى العالم. ورسميًّا، رئيس وزرائه، بمثابة مجرم فارّ من العدالة الدوليّة. ما من إسرائيلي يشعر باطمئنان أينما ذهب حول العالم، بعدما تكاثرت ظاهرة تعرّض الناس، الناس العاديين، لهم في الشوارع والمدن، للتعبير عن نبذهم.
هذا ليس تفصيلًا. بالنسبة لكيان كان يصوّر نفسه بقعة خضراء وناصعة في صحراء “الشرق الأوسط” القاحلة. هذه الصورة القائمة منذ 70 سنة، صارت مثار سخرية أينما كان.
إسرائيل تكبّدت كثيرًا، مهما حاولت كتم خسائرها. آخر التقارير من وزارة الماليّة الإسرائيليّة تشير إلى أنّ نفقات الحـ ـرب الإسرائيليّة خلال العامين الماضيين بلغت 76.3 مليار دولار (250 مليار شيكل) حتّى الآن.
لا تحدّد البيانات الإسرائيليّة ما إذا كانت هذه النفقات هي تشغليّة فقط، أم أنّها تتضمّن أيضًا تكاليف الخسائر المادّيّة في الجبهة الداخليّة، ولا ما إذا كانت تشتمل على الخسائر غير المباشرة الناتجة عن الحـ ـروب والتعطيل الاقتصادي وإغلاق الشركات والمؤسّسات وتسريح العمّال والموظّفين ونفقات النزوح الداخلي وأكلاف تعزيز الإجراءات الأمنيّة الداخليّة، وكلفة إعادة إعمار ما تهدّم، بما في ذلك ما دُمّر خلال الحـ َـروب على الجبهة الشماليّة مع لبنان، و”غلاف غزّة” وحـ ـر الأيّام الـ12 مع إيران.
وفي ظلّ الإنفاق العسكري المفرط، فإنّ المؤكّد أيضًا أنّ وزارة الماليّة الإسرائيليّة تقدّر وجود فجوة ماليّة قدرها 12.1 مليار دولار بين موازنة عام 2025 ومطالب الوزارات للتمويل في العام 2026.
إنّ ما يجري، مهما كان توصيفنا له خلال العامين الماضيين، ترك شرخًا اقتصاديًّا هائلًا في جسم الكيان.. الإسرائيليّون يدركون تمامًا معنى ذلك. ولهذا فإنّه ليس تفصيلًا عاديًّا.









